الروح الرياضية والحس الإنساني يغلبان التطاحنات في مباراة صن داونز والترجي

الجديدة…إبراهيم زباير الزكراوي
موقفان متناقضان في مباراة ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي والترجي التونسي برسم ربع نهائي عصبة الأبطال الإفريقية: حرب داحس بين مناصري الفريقين، وانقاد مشجع تونسي من موت – كاد يكون محققا – من قبل مناصر جنوب إفريقي، في الحالة الأولى تشابك بين مشجعي الفريقين، استعملت فيها كل الوسائل الغير رياضية، والاستيلاء على وسائل التشجيع التونسية من لدن ألتراس ماميلودي على غير العادة، حيث لم يسبق لهذه الجماهير أن خرجت عن السطر في مثل هكذا مناسبة.
الوجه الثاني لهذه الجماهير هو ما أظهره سيبانيسو ماسونغو حين انبرى من وسط المندفعين وتوجه صوب مشجع تونسي كاد أن يسقط من علو ثلاثين متر متمسكا ب” شعرة رفيعة ” بقضيب في زاوية إحدى المدرجات، وهو موقف إنساني، نال تنويها واشادة واسعتين بعد رصد الكاميرات لمحاولات الإنقاذ ، وبعد تصريحات ماسونغو، وهو يحكي عما وقع، بعد المواجهات والتدافع بين الجماهير، والمشجع التونسي معلقا، ركض الجنوب إفريقي صوبه لمساعدته، بينما ظن التونسي أن ” خصمه ” يريد به الأذى، وحين أمسك بيديه، توسل إليه:” من فضلك، لا تفعل ذلك، لدي ثلاثة أطفال “، ردد ذلك مرارًا، لكن الطمأنة جاءته من رد منقذه: ” لن أتركك تسقط، أنا هنا لمساعدتك.”
وكشف ماسونغو أن التونسي كان يوشك على فقدان قبضته على السور، لكنه تمكن من الإمساك به جيدًا قائلًا:
“كان يوشك على السقوط من ارتفاع خطير، حوالي 30 مترًا، لو سقط، كان سيلقى حتفه أو يصاب بشلل، حاولت مرارا رفعه، طلبت منه رفع ركبتيه وتقري ب ساقيه قدر الإمكان حتى يتمكن من الصعود، بعد ثلاث أو أربع محاولات، نجحنا في إنقاذه، وانخرطنا معا في البكاء … لم يتوقف ” خصمي ” عن شكري، وأخذ رقم هاتفي وحسابي، وقال لي: ‘سأتصل بك عندما أصل إلى تونس.”
وفي موقف فيه الكثير من الإيثار، رفض ماسونغو وصفه بالبطل، مصرحا: “ما فعلته ليس عملاً بطوليًا، ولا أبحث عن هذا الوصف، لقد كان واجبًا، لا يمكنني أن أترك شخصًا على وشك فقدان حياته.”
وتأسفت إدارة ماميلودي صن داونز عما وقع من أحداث الشغب في مباراة فريقها ضد الترجي التونسي مؤكدة تعاونها مع ال ” كاف”.
بالمقابل قررت إدارة فريق الترجي التونسي إرسال دعوة شرفية للمحب الجنوب افريقي الذي أنقذ حياة مشجع الترجي.