حملة “أزير الصحة المتنقلة” بالجديدة تثير الجدل وسط الأوساط التعليمية

انطلقت الحملة الطبية لـ “أزير الصحة المتنقلة”، التابعة لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، بمدينة الجديدة، خلال الفترة الممتدة من 14 مارس إلى مارس 2025، بهدف تقديم خدمات التشخيص المبكر للأمراض الخطيرة مثل سرطان الثدي وعنق الرحم، إلى جانب استشارات طبية في مجالات متعددة تشمل طب العيون، وطب الأطفال، والطب العام، وأمراض القلب، وأمراض النساء والتوليد.
رغم المجهودات المبذولة لتنظيم الحملة، التي تستهدف استقبال 140 إلى 150 مستفيدا يوميا، أي ما يقارب 600 شخص خلال أربعة أيام، إلا أن الأيام الأولى لم تخل من الجدل والاستياء، خاصة بين أفراد هيئة التربية والتكوين بالإقليم، الذين اشتكوا مما اعتبروه “سوء تدبير وتوزيع غير عادل للمواعيد”.
صباح الأحد، الذي صادف أول أيام العطلة المدرسية، تفاجأ عدد من رجال ونساء التعليم برفض استقبالهم للفحوصات، ومنعهم من ولوج فضاء الملعب حيث تتواجد القافلة الطبية، بحجة اكتفاء العدد، وهو ما أكدته لافتة تم تعليقها مساء السبت، مشيرة إلى استنفاذ المواعيد المسموح بها. الموقف نفسه تكرر يوم الاثنين، ما أثار استياء عميقا بين المستفيدين المحتملين، خاصة بعد انتشار أخبار تفيد بأن بعض “المحظوظين” من النقابيين قد تم استدعاؤهم بشكل خاص للاستفادة من الخدمات الطبية، بينما ترك آخرون دون إعلام مسبق.
بعض الأساتذة العاملين بالمناطق البعيدة عبروا عن تذمرهم من عدم استفادتهم، رغم أن عددهم يفوق 7000 منخرط، بينما تشير التقديرات إلى أن نسبة المستفيدين لم تتجاوز 10% من إجمالي المنخرطين، وهو ما أثار تساؤلات حول عدالة التغطية الطبية ومدى تلبيتها لاحتياجات الفئة المستهدفة.
رغم تخصيص ستة أطباء للحملة، منهم طبيبان عامان وأربعة متخصصون، إلا أن الضغط الكبير على الخدمات الطبية تسبب في ازدحام وتأخير، خاصة أن المرضى قد يحتاجون إلى زيارة أكثر من طبيب خلال الموعد الواحد، ما يؤدي إلى تراجع عدد المستفيدين الفعليين يومياً.
في الوقت الذي تهدف فيه الحملة إلى تقديم خدمات صحية ذات جودة، برزت تساؤلات حول مدى تحقيقها لأهدافها المنشودة، و تساؤلات حول غياب التوزيع العادل للمواعيد وضعف وسائل التواصل مع المنخرطين. فيما يرى البعض أن الحل يكمن في تحسين طرق الحجز وتوسيع دائرة الاستفادة، مع إعطاء الأولوية لشفافية أكبر في اختيار المستفيدين، تفاديا لإقصاء شرائح واسعة من رجال ونساء التعليم.