ثقافة

أمسية الاعتراف بالفعل الجمعوي تكرم الحقوقية سعاد الشنتوف الرحموني بطنجة

احتضن رواق محمد اليوسفي بدار الشباب في طنجة، أمسية تكريمية للفاعلة الحقوقية والمناضلة النسائية سعاد الشنتوف الرحموني، وذلك ضمن فعاليات برنامج رمضانيات طنجة الكبرى في نسخته الرابعة، الذي تنظمه مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي والثقافي والاجتماعي والرياضي.

وفي مستهل اللقاء، عبر عبد الواحد بولعيش، رئيس المؤسسة، عن اعتزازه بهذه الأمسية التي وصفها بغير العادية، مشيرًا إلى أن اختيار سعاد الشنتوف كضيفة شرف جاء تقديرًا لمسارها النضالي الطويل في العمل الجمعوي، ووفائها للمبادئ والقيم التي آمنت بها.

مسار نضالي واجتماعي حافل

في حديثها، استعرضت سعاد الشنتوف محطات بارزة من حياتها، حيث نشأت في بيت حقوقي بطنجة ضمن أسرة متوسطة، تأثرت فيها بوالدها، الذي تعرض للنفي بسبب نشاطه السياسي، ووالدتها، التي لعبت دورًا أساسيًا في دعم الأسرة.

كما تطرقت إلى تجربتها الدراسية في فاس، التي تزامنت مع أحداث سياسية بارزة مثل أزمة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، مما ساهم في تشكيل وعيها النضالي. كما تحدثت عن مسارها المهني، حيث اشتغلت في إعداد التراب والاستثمار الجهوي، مؤكدة أن العمل داخل وزارة الداخلية كان تحديًا، نظرًا لطبيعة القرارات الإدارية الصارمة التي واجهتها.

العمل الحقوقي والنسائي

فيما يخص مسارها في العمل الجمعوي، أكدت الشنتوف أن اهتمامها انصبّ على حقوق النساء، باعتبارهن الفئة الأكثر تهميشًا، مشيرة إلى أن الفعل النسائي لا يهدف إلى معاداة الرجال، بل إلى تحقيق المساواة والمساهمة في بناء مجتمع أكثر عدالة.

كما تحدثت عن شخصيات أثرت في مسيرتها، مثل أمينة المريني وعبد الله ساعف، الذي ساهم في توجيهها نحو العمل الجمعوي المحلي، بعدما كانت أكثر انخراطًا في القضايا الوطنية.

السياسة والعمل المدني

وحول علاقتها بالمجال السياسي، أوضحت الشنتوف أنها انخرطت في فترات سابقة في الشبيبة الاتحادية ورفاق الشهداء، قبل أن تتجه نحو العمل المدني، الذي وجدته أكثر تأثيرًا وشمولية، مشددة على أن التغيير الحقيقي يتطلب مشاركة جميع الأطياف بعيدًا عن الحسابات الحزبية الضيقة.

قضايا المرأة والتنمية

وفي حديثها عن مدونة الأسرة، أشارت إلى أن النقاش حولها كان مسؤولًا منذ 2004، لكنه واجه تحديات بسبب ما وصفته بـ “التدين الاستعراضي”، الذي يستغل قضايا المرأة لخدمة أجندات معينة. كما شددت على أهمية تمكين النساء قانونيًا واقتصاديًا وسياسيًا لتحقيق التنمية الفعلية.

وفي ختام اللقاء، أكدت أن المسار النضالي ليس سهلًا، بل مليء بالتحديات والإحباطات، لكنه يحتاج إلى الإصرار والعزيمة لتحقيق التغيير المنشود.

وشهدت الأمسية كلمات مؤثرة من نجاة الشنتوف، شقيقة المحتفى بها، إلى جانب عدد من الشخصيات الحقوقية والجمعوية التي شاركت في تكريم مسارها الحافل بالعطاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى