أنس بنحليمة.. رجل الداخلية الذي يرسم معالم المرحلة القادمة بطنجة

في وقتٍ تستعد فيه مدينة طنجة لاحتضان أحداث كبرى على المستوى القاري والعالمي، من قبيل كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، يبرز اسم أنس بنحليمة كرجل المرحلة، بعد أشهر من تعيينه على رأس قسم الشؤون الداخلية بعمالة طنجة أصيلة، خلفًا لمحمد بنعيسى.
بنحليمة، الذي راكم تجربة غنية في تدبير الشأن الترابي بعدة أقاليم، يُعد اليوم أحد أبرز الفاعلين في ضبط الإيقاع الإداري بالمدينة، خصوصًا في ظل التحديات الكبرى التي تواجهها طنجة خلال الفترة المقبلة.
يمتد المسار المهني لأنس بنحليمة عبر محطات إدارية متعددة، شكلت مدرسة حقيقية لصقل خبرته في تدبير الملفات الحساسة، حيث بدأ مشواره الإداري كقائد بإقليم صفرو، ثم انتقل ليشغل نفس المنصب بإقليم كرسيف سنة 2012، قبل أن تتم ترقيته إلى رئيس قسم الشؤون الداخلية بعمالة اشتوكة آيت باها سنة 2018، ومنها إلى عمالة إقليم برشيد حيث استمر في مهامه لمدة سنتين، إلى أن قررت وزارة الداخلية تكليفه بملف طنجة، نظرًا لخصوصية المرحلة ودقة الملفات المطروحة.
ولا يجسد بنحليمة فقط نموذج المسؤول الإداري الكلاسيكي، بل إنه أيضًا باحث أكاديمي متخصص في قضايا التعمير والتنمية الحضرية، حيث ناقش أطروحة الدكتوراه سنة 2019 بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بأكدال، حول موضوع “إكراهات التعمير – المدينة المغربية وآفاق مشروع التنمية الحضرية، مدينة القنيطرة نموذجًا”.
هذا التكوين الأكاديمي جعله أكثر قدرة على فهم التحولات الحضرية لمدينة طنجة والتحديات المرتبطة بها، خصوصًا مع اقتراب ورشات كبرى ستغير ملامح المدينة.
ولا شك أن تعيين أنس بنحليمة على رأس قسم الشؤون الداخلية بطنجة جاء في لحظة حاسمة، حيث تتحول المدينة إلى واجهة كبرى للمغرب، سواء من خلال الاستثمارات الاقتصادية الضخمة أو من خلال احتضانها لمواعيد رياضية عالمية، وهو ما يتطلب ضبطًا دقيقًا للأوضاع، الاجتماعية، والاقتصادية، وهي الملفات التي تقع ضمن اختصاصاته.
ما يميز بنحليمة، وفق مقربين منه، هو نهجه الإداري القائم على الإنصات والانفتاح على الجميع، حيث لا يغلق أبوابه في وجه الفاعلين المحليين، بل يسعى إلى التشاور الدائم وإيجاد حلول توافقية للمشاكل المطروحة، مع حفاظه على صرامة الموقف حين يتطلب الأمر ذلك، وهذه القدرة على التوازن بين الحزم والمرونة تجعل منه الرجل المناسب لقيادة المرحلة، خصوصًا أن طنجة تستعد لاستقبال آلاف الزوار والمستثمرين، ما يتطلب بيئة إدارية وأمنية مستقرة.
ومع اقتراب تنظيم كأس إفريقيا 2025 ومونديال 2030، تتجه الأنظار إلى طنجة كمدينة محورية ستلعب دورًا مهمًا في هذه التظاهرات، وبالتالي، فإن الرهان على شخصية مثل أنس بنحليمة يبدو خيارًا صائبًا من طرف وزارة الداخلية، نظرًا لخبرته في ضبط الملفات الاستراتيجية وضمان استقرار الأوضاع خلال مثل هذه الأحداث الكبرى.