مق.تل تلميذ بطنجة يطرح إشكالية العنف المدرسي و المديريات مطالبة بتعزيز الأمن داخل المؤسسات

شهدت مدينة طنجة يوم الأربعاء الماضي ج.ريمة قت.ل مروعة راح ضحيتها تلميذ أمام مؤسسته التعليمية إثر شجار نشب بينه وبين زميله، و هي الحادثة التي اهتز لها الرأي العام الوطني و المحلي…
الواقعة المؤلمة التي حدثت أمام ثانوية “عمر بن عبد العزيز” في حي درادب، تعكس عودة قوية لظاهرة العنف المدرسي، ما يثير قلق الأسر والهيئات التربوية و الإدارية على حد سواء.
التلميذ الذي فارق الحياة، تعرض لطعنات على مستوى الفخذ، مما أدى إلى نزيف حاد أودى بحياته أثناء نقله إلى مستشفى محمد الخامس.
وفق مصادر قضائية، تم توقيف ستة أشخاص على ذمة التحقيق، بينهم راشد وخمسة قاصرين، للاشتباه بتورطهم في الجريمة.
وقد تداولت عدد من مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق لحظات الألم التي عاشها التلميذ قبل وفاته، مما أثار موجة من الغضب والاستنكار بين أصدقاء الهالك و أباء وأمهات وأولياء أمور التلاميذ والمهتمين بالشأن التعليمي.
الحادثة تسلط الضوء على تنامي ظاهرة العنف بالمؤسسات التعليمية بالمغرب، يشمل هذا العنف مظاهر متعددة، منها الاعتداءات بين التلاميذ أنفسهم أو ضد المدرسين والإداريين.
ويرجع تفاقم هذه الظاهرة إلى عدة عوامل، منها غياب الأمن بالمؤسسات التعليمية، فالكثير من المدارس تفتقر لحراس أمن بعدد كافي، و في بعض المؤسسات التي يفوق عدد تلاميذها الألف، نجد حارس أمن واحد فقط، وأحيانا تنعدم الحراسة بالليل.
كما أن غياب برامج فعالة لمتابعة ومراقبة سلوك التلاميذ داخل المؤسسات التعليمية، يساهم في تصاعد المشاحنات التي قد تتحول إلى أعمال عنف، بالإضافة إلى غياب التربية السليمة داخل بعض الأسر، يسهم بشكل غير مباشر في زرع بذور العدوانية بين التلاميذ.
رغم الجهود التي تبذلها وزارة التربية الوطنية، يظهر أن الأكاديميات الجهوية والمديريات الإقليمية عاجزة حتى الآن عن وضع حد لهذه الظاهرة. في ظل انعدام برامج التوعية والإرشاد النفسي و إدماج التلاميذ في برامج تعليمية موجهة للحد من العنف وترسيخ قيم التسامح والتعايش.
أصبحت ظاهرة العنف المدرسي تدق ناقوس الخطر، و هي رسالة لتنبيه جميع المتدخلين في العملية التعليمية إلى خطورة هذا الوصع وتأثيره المدمر على المجتمع.
و المطلوب الآن هو تضافر الجهود بين الوزارة الوصية و الأسر والمجتمع المدني لإيجاد حلول عملية تعيد الأمان إلى الفضاءات التعليمية، وتضمن حق كل طفل في التعلم في بيئة خالية من العنف والخوف.