الجديدة…طرد حارس أم.ن خاص بثانوية يثير استياء وتساؤلات كبيرة

في حادثة أثارت جدلا واسعا واستياء عميقا الأوساط التعليمية و الادارية بإقليم الجديدة، بعدما أقدم مدير إحدى المؤسسات التعليمية على طرد حارس أم.ن خاص مشهود له بالكفاءة والأخلاق الحميدة، سواء من طرف هيئة التعليم الذي عمل معهم أو من طرف نلاميذ المؤسسة وساكنة الجماعة.
واعتبر عدد من الأساتذة و الاداريين و النقابيين أن هذا القرار يعد تعسفيا وغير قانوني، معبرين عن انزعاجهم من طريقة تعامل هذا المدير مع الموارد البشرية بالمؤسسة…
وبحسب مصادر خاصة للجريدة، فإن المدير قام باستغلال سلطته بشكل مبالغ فيه للتخلص من الحارس الخاص الشاب، الذي يعتبر عونا وحيدا لأسرته الفقيرة التي تعتمد على دخله، إذ أجبره المدير على القيام بمهام إضافية تتجاوز دوره الأساسي في الحراسة، حيث طلب منه العمل نهارا لتنظيم دخول و خروج التلاميذ إلى المؤسسة، في حين أن المهمة الأساسية التي أسندت إليه من قبل مديرية التعليم تقتصر على حراسة المؤسسة وممتلكاتها ليلا ومنع دخول الغرباء إليها.
و يأتي تكليف حارس الأم.ن الخاص بمهام الحراسة نهارا، في ظل تصاعد العنف داخل صفوف التلاميذ، مما يعكس ضعف إدارة المؤسسة في ضبط النظام الداخلي وعدم قدرتها على احتواء الوضع.
وبالإضافة إلى ذلك، قام المدير و قبل طرد هذا الحارس، بتكليفه و إرساله إلى مدينة الجديدة من أجل حمل الطاولات ونقلها عبر شاحنة، وهو ما يُعد خرقا واضحا للقانون وتجاوزا للمهام المحددة له.
وتعاني المؤسسة من عدة مشاكل من بينها غياب التجهيزات، وسوء حالة المرافق الصحية، والوضعية الشائنة التي تتمثل في ملاصقة العشوائية لجدارها مما يشوه جماليتها كمؤسسة تعليمية رغم حداثة بنائها، مما يبرز ضعف التدبير وعدم الحرص على صيانة محيط المؤسسة وتوفير البيئة الملائمة للتحصيل الدراسي.
هذا الوضع لا يقتصر على هذه المؤسسة فقط، بل تعرض بعض حراس الأم.ن الخاص بإقليم الجديدة لضغوطات وتهديدات بالطرد في حال رفضهم القيام بمهام تتجاوز طبيعة عملهم، و القيام بمهام إدارية أخرى مثل تبليغ الأساتذة بمذكرات إدارية واستدعاء التلاميذ….
وهذا ما دفع البعض للمطالبة بفتح تحقيق عاجل من قبل المديرية الإقليمية للوقوف على هذه التجاوزات وضمان حقوق العاملين بالحراسة وصون كرامتهم، وحصر مهامهم في نطاق عملهم الرسمي دون تدخلات أو استغلال، في وقت تعاني فيه عدة مؤسسات ومنها مؤسسات رائدة من انعدام حراس الأمن الخاص بهذا الاقليم، و هذا الموضوع سنعود إليه في مقالات لاحقة.