استفحال ظاهرة احتلال الملك العمومي يؤجج غضب سكان مدينة الجديدة
مراسلة من مدينةالجديدة: نورالدين لماع
ندد عدد من أبناء سكان مدينة الجديدة بانتشار ظاهرة احتلال الملك العمومي، التي برزت في واجهة حديثهم اليومي واحتلت مساحة كبيرة من نقاشاتهم الروتينية، تزامنا مع تفشيها بشكل ملفت للنظر، وخاصة في فصل الصيف الذي يشهد اكتظاظا بتوافد السياح وعودة أفراد الجالية المقيمة بديار المهجر.
وسجّلت الفعاليات الجمعوية وأرباب المحلات التجارية بمختلف مناطق المدينة استياء عارما من استفحال ظاهرة احتلال الملك العمومي التي يقف وراءها الباعة المتجولون، وأصحاب المطاعم والمقاهي الذين يوزعون الكراسي والطاولات على مستوى الأرصفة؛ بحيث لا يلقى المارة أي مساحة للعبور، ما يدفعهم إلى اقتحام قارعة الطريق مع ما يصاحب ذلك من خطر التعرض لحوادث السير.
ويخلق التّرامي على المساحات العمومية من قبل الباعة المتجوّلين وكذالك بعض أصحاب المحلات التجارية تسيّبا وفوضى منشؤهما مخلفات الأزبال والنفايات من أكياس بلاستيكية وخضر وفواكه فاسدة، والأدهى من ذلك روث البهائم التي تجر العربات والذي ينشر روائح كريهة تزكم الأنوف، حتى يخال المواطن نفسه في قرية بدائية وليس مدينة حضارية، ناهيك عن الاكتظاظ وسد الطرقات وخلق حالات من البلوكاج في الشوارع المخصصة لعبور السيارات ؛ كشارع الزرقطوني ” المعروف ببوشريط” ومحيط سوق علال القاسمي ؛ وشارع الحنصالي . إن الظاهرة المتفشية لاحتلال الملك العمومي بالجديدة ؛ كارثة تعاني منها المدينة لسنين ؛ وأن الظاهرة ليست خاصة بالباعة المتجولين وأرباب العربات المجرورة بالدواب، بل يتورط فيها حتى أصحاب المقاهي والمطاعم الذين لا يدخرون أي جهد في استغلال الأرصفة والمساحات العمومية.
فما على الجهات المسؤولة إلا أن تتدخل للقيام بواجبها والتعاطي بحزم مع محتلي الملك العمومي بطريقة قانونية ؛ وبالخصوص فإن مدينة الجديدة اشتهرت بمواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” مؤخرا بانعدام تدخل ايضا شركة النظافة لجمع النفايات والأزبال التي تتراكم بجميع انحاء المدينة بشوارعها وأزقتها وكذالك احتلال الملك العمومي .
واعتبر مواطن من ساكنة المدينة أن غالبية محتلي الملك العمومي يقومون بأفعال مخالفة للقانون، متحدثا عن الأوضاع المزرية التي تعيشها المدينة في ظل انتشار هذه الظاهرة.
وأشار آخر إلى أن السلطات لا تقوم بواجبها بالضرب بيد من حديد على يد هؤلاء المترامين على الملك العام، مما يساعدهم على الانتشار بشكل ملفت للنظر، فيما انتقد متحدث آخر بشدة انتشار ظاهرة البغي وبالخصوص بالحديقة أمام الحي البرتغالي وتجار بائعي الذهب ؛ وأوضح أن مختلف المحلات التجارية تقف على مقربة منها عاهرات يتحرشن بالمارة بميوعة ظاهرة.
وفي تصريح اخر من مواطن جديدي ؛ المسؤولية تبقى على عاتق السلطات المحلية في ما آلت إليه أوضاع المدينة، وأضاف أن بلدية الجديدة قامت بمجهودات عدة لصالح “الفرّاشة” والباعة المتجولين من أصحاب العربات المجرورة، خصوصا بائعي الخضر والفواكه؛ ومن ذلك إنشاؤها أسواقا نموذجية للحد من هذه الظاهرة، معتبرا أن محاربة تواجد الفرّاشة في الشوارع الرئيسية والساحات العمومية من اختصاص الشرطة الإدارية والسلطات المحلية.
وقد سبق للسلطات العمومية أن شنت حملات تمشيطية كثيرة ؛ استهدفت عددا من الباعة المتجولين ؛ وصادرت سلعهم في عملية صارمة سبقها إنذار لم يمتثل له المستهدفون ؛ ولكن لم تكن حملات متتالية .