من تجارة السموم إلى دعم الرياضة.. هل هي توبة نصوح أم مراهقة متأخرة ؟
في ظاهرة أثارت الكثير من الجدل لدى المهتمين بالشأن الرياضي، لوحظ في السنوات القليلة الماضية، توجه بعض بارونات المخدرات للاستثمار في القطاع الرياضي، سواء عبر دعم أندية محلية أو التقرب من لاعبين وشباب موهوبين وكذا نجوم سابقين.
وطرح الأمر العديد من التساؤلات حول دوافع هؤلاء المستثمرين الجدد، وما إذا كانت هذه الخطوات هي محاولة للتوبة والتكفير عن ذنب أموالهم غير النظيفة، أم مجرد نزوة مؤقتة أو حتى وسيلة لتبييض الأموال.
وبدأت هذا الأمر بالظهور في الواجهة مع تحرك بعض الشخصيات المثيرة للجدل نحو ملاعب كرة القدم وأندية رياضية بعينها، عبر تقديم دعم مالي سخي لها، أو حتى اللعب في صفوفها في بعض الحالات، حيث أن بعض هذه الشخصيات لها تاريخ طويل مع قضايا تهريب وترويج المخدرات، ما جعل هذه الاستثمارات تبدو غير تقليدية وتستدعي التساؤلات.
من جانب آخر، يرى البعض أن دخول هؤلاء إلى المجال الرياضي قد يكون محاولة للتكفير عن الذنب؛ فالسموم التي قاموا بنشرها في المجتمع كان لها دور كبير في تدمير حياة آلاف الشباب.
وقد يكون توجههم نحو الاستثمار في مجال يساهم في بناء الشباب ودعم مستقبلهم محاولة لإصلاح صورتهم العامة وتعويض بعض الأضرار التي تسببت فيها أعمالهم السابقة.
ومن ناحية أخرى، يشكك البعض في نوايا هؤلاء “المستثمرين” ويرون في الأمر نزوة عابرة أو مراهقة متأخرة، خاصة أن بعضهم يبحث عن اعتراف اجتماعي وشرعية لم يستطيعوا تحقيقها من خلال أعمالهم السابقة، ما يدفعهم للتقرب من اللاعبين وتفضيل مرافقتهم الدائمة له.
ورغم تباين الآراء حول دوافع هؤلاء المستثمرين، إلا أن هناك مخاوف حقيقية من أن يكون هذا التوجه جزءاً من عمليات تبييض الأموال، حيث يُعرف القطاع الرياضي بكونه من القطاعات التي يمكن من خلالها تدوير الأموال الكبيرة بسهولة نسبية.
ويبقى موضوع استثمار بارونات المخدرات في المجال الرياضي ظاهرة مثيرة للجدل ومليئة بالتساؤلات، خاصة في ظل التضارب بين الرغبة في التوبة وتحقيق شرعية اجتماعية عبر هذا القطاع المحبب للشباب.
كما تظل الأعين مفتوحة لمراقبة هذه التحركات غير البريئة، وتحديد ما إذا كانت تهدف فعلاً إلى دعم الشباب أو مجرد واجهة لتبييض الأموال وتغيير الصورة العامة.