ريال مدريد يواجه أزمة هوية وأداء متذبذب تحت قيادة أنشيلوتي بعد الهزيمة القاسية أمام برشلونة برباعية نظيفة
يعيش ريال مدريد واحدة من أسوأ لحظاته منذ تولي كارلو أنشيلوتي قيادة الفريق، بعد السقوط المدوي برباعية نظيفة على أرضية ملعب سانتياغو برنابيو، في مباراة جمعته مع غريمه برشلونة لحساب الجولة 11 من الدوري الإسباني و انتهت بهزبمة قاسية للفريق الملكي برباعية نظيفة.
هذه الخسارة الكبيرة لم تؤثر فقط على نتيجة المباراة، بل كشفت عن عمق الأزمة التي يعاني منها الفريق الملكي على صعيدي التكتيك والروح الجماعية، ليجد المدرب الإيطالي نفسه أمام ضغوط متزايدة من الجماهير والإدارة.
ظهر اللاعب البرازيلي فينيسيوس جونيور بشكل فردي واضح خلال المباراة، حيث غاب التناغم بينه وبين زملائه في الهجوم. وبدا وكأنه يحاول إثبات قدراته الشخصية أكثر من لعب دور قيادي ضمن المجموعة.
وقد أهدر اللاعب العديد من الفرص بسبب إصراره على الاختراق الفردي، متجاهلا التعاون الجماعي الذي كان سيضيف الكثير للفعالية الهجومية، الأمر الذي أثار استياء الجماهير والمدرب على حد سواء.
من جانبه، وقع كيليان مبابي في فخ التسلل مرارا، إذ تعرض لسبع حالات تسلل خلال المباراة، مما يعكس ضعف التركيز وعدم الالتزام بالتكتيك المتفق عليه.
هذه الأخطاء أثرت بشكل كبير على حيوية الهجوم وأدت إلى تبديد فرص ثمينة كان الفريق بأمس الحاجة إليها لتغيير مجرى المباراة. مما دفع الجماهير لطرح تساؤلات حول مدى انضباط مبابي وقدرته على التكيف مع الأسلوب الجماعي للفريق.
على مستوى الدفاع، ظهرت العديد من الثغرات في شراكة ميليتاو وروديجير، حيث بدا التنسيق بينهما ضعيفا وغير مستقر منذ بداية الموسم. لم يتمكن هذا الثنائي من توفير الحماية المطلوبة في الخط الخلفي، مما جعل المرمى المدريدي عرضة للهجمات المتكررة، وهو ما تسبب في زيادة الضغط على خط الدفاع وترك الحارس وحيدا أمام الفرص الخطيرة لفريق برشلونة.
ومن بين نقاط الضعف البارزة أيضا، كان غياب رودريغو، الذي عرّى الافتقار للخيارات البديلة الهجومية، إذ ظهرت هشاشة الفريق في تعويض اللاعبين الأساسيين عند غيابهم، مما ألقى بظلال ثقيلة على الخط الأمامي، وعجز الفريق عن تقديم حلول هجومية فعالة مع توالي إصابات النجوم وغياباتهم.
جماهير ريال مدريد بدأت تفقد صبرها مع كارلو أنشيلوتي، حيث تتساءل عن مدى فعالية التكتيك الذي يعتمده المدرب الذي يبدو وكأنه يعتمد على الحظ وفرديات اللاعبين أكثر من بناء هوية جماعية قوية للفريق. هذا الوضع يضع الإدارة أمام تحدّ كبير في اتخاذ قرار بشأن استمرار المدرب أو البحث عن قيادة جديدة تستطيع إعادة هيبة الفريق وهيكلته بشكل يلبي طموحات الجماهير.
إذا استمر الأداء المتواضع والافتقار للهوية الجماعية، فقد يكون تغيير القيادة خيارا لا مفر منه. ريال مدريد، الذي يعرف بقوته وتماسكه، يواجه اختبارا صعبا لاستعادة توازنه وإعادة بناء فريق يجمع بين المهارات الفردية والصلابة التكتيكية.