أخبار الجهة

الفضاء المغربي للمهنيين يناقش أحداث مدينة الفنيدق

عقد المكتب الجهوي للفضاء المغربي للمهنيين لجهة طنجة تطوان الحسيمة بتاريخ 22 شتنبر 2024 بمدينة الفنيدق لقاءً جهوياً ضم إلى جانب أعضائه ضيوفَ شرف (الرئيس الجهوي للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، والرئيس الجهوي لشبيبة العدالة ورئيسَي المكتب الإقليمي والمحلي لحزب العدالة والتنمية بالفنيدق وممثلي الفضاء بالفنيدق ) ، وذلك من أجل مناقشة موضوع الساعة الذي يشغل بال المواطن المغربي وساكنة ومهنيي الشمال بشكل خاص، ألا وهو ظاهرة الهجرة وتداعياتها الاجتماعية.ج

وقد شهد اللقاء نقاشاً جاداً وهادفاً عانق جل القضايا المتعلقة بهذه الظاهرة خاصة بعدما احتشد جمع غفير من الشباب والفتيان بالحدود المغربية بمدينة الفنيدق من أجل هجرة جماعية والعبور إلى سبتة السليبة عنوةً. 

 في بداية اللقاء عبر رئيس المكتب الجهوي عن تضامن الفضاء المغربي للمهنيين المطلق مع غزة ومع الشعب الفلسطيني عامة وكل شعوب المنطقة التي تعاني من الهجمة الصهيونية الشرسة وما خلفته من دمار ومآسي وشهداء وجرحى بعشرات الآلاف، كما حيا صمود أهل غزة وتضحياتهم من أجل التحرر والاستقلال.

وتفاعلاً مع محور اللقاء و ما ورد فيه، فإن المكتب الجهوي للفضاء المغربي للمهنيين يعبر عن ما يلي: 

1 – إن الإقدامَ على الهجرة الجماعية انطلاقاً من مدينة الفنيدق منتصف شهر شتنبر 2024 يعتبر حدثاً غير مسبوقٍ يسائلُ الدولة المغربية متمثلةً في الحكومة وما شهدته من تراجعات على المستوى الاجتماعي، وما تتبناهُ من سياسات تنمويةٍ غيرِ ناجعة، و ما سطرته من برامج اقتصادية واجتماعية لا تستجيب لطموحات وآمال فئات عريضة من المجتمع المغربي وخاصة الفئات الفقيرة والفئات الهشة التي تتطلب دعما اجتماعياً استثنائيا يناسب حجم الاسعار الملتهبة وتراجع الاستهلاك عند الاسر المغربية..

2 – رغم ما يُقالُ من أن حدث الهجرة الجماعية هو حدث يعني كل المغاربة ويعني كل الجهات والمناطق التي تعاني فيها ساكنتها من هشاشة اقتصادية واجتماعية، فإن مدينة الفنيدق – ( التي كانت تُعَدّ خزّاناً تجارياً يوفر ويشغل عدداً هائلاً من اليد العاملة) – وما رافقها خلال السنوات القليلة الماضية من أزمات حادة بعدما أُغلق باب سبتة وتوقفَ التهريب المعيشي، و ما تعانيه الساكنة والقطاعات المهنية والحرفية والخدماتية من مُخلَّفات جائحة كورونا.. تُعتبر واحدة من المدن الحدودية التي تتطلب تدخلاً عاجلاً واهتماماً استثنائياً ورعايةً خاصةً كي لا تنحدر لتصبح بؤرةً للعاطلين ومرتعاً للمهمشين و مَلجَااً لكل مَن يريد تنفيذ أجندةٍ مشبوهة تُسيئ لبلدنا و لسُمعتِه وكرامتِه.

3 – لقد كان للمشاريع الكبرى التي أنجزتها الدولة بالجهة أثر إيجابي كبير، ومنها الميناء المتوسطي الكبير الذي كان لجدواه الاقتصادية والمهنية والاجتماعية الأثر البالغ والإيجابي على المنطقة والجهة والوطن بأسره بدون منازع.. لكننا لحد اليوم لم نشهد انخراطاً حقيقياً و نتائج ملموسة للبرامج التنموي تتناسب و مجاورة هذه المدينة ( وغيرها من المدن و الجماعات الترابية) المجاورة لهذه المعلمة الاقتصادية الضخمة، بل يظل ذلك دون التطلعات المنتظرة .. إذ كنا نتوقع من هذا المشروع أن يساهم في تأهيل يد عاملة مهنياً وتوظيف طاقاتٍ وشباب من هذه المناطق مِمن يتوقون للعيش الكريم( خاصة منهم حملة الشهادات العليا ).

4 – إن حدث الهجرة الجماعية يُحيلُنا على ما يشهده بَلدُنا من هجرات ( إلى بلدان الشمال ) فردية وجماعية للأطر والكوادر المؤهَّلَةِ مهنياً من فئات متعلمة في ميادين عدةٍ سواء في مجال الاقتصاد أو في مجال الطب والهندسة و التكنولوجيا، وهو ما يسائل الحكومة و الهيئات السياسية والمجتمع المدني عامة حول مشاريع التنمية اللازمة والضرورية للحد من هجرة الأدمغة والأطر المؤهلة علمياً ومهنياً وتوقيف نزيفها.

لكل ذلك، ومن أجل إيجاد حل لظاهرة الهجرة الجماعية فإن المكتب الجهوي للفضاء المغربي للمهنيين بجهة طنجة تطوان الحسيمة في لقائه يدعو إلى:

1 – تكثيف الجهود من أجل توفير تعليم للجميع وذي جودة ونجاعة للحد من الهدر المدرسي وتوقيف نزيف التلاميذ المنقطعين عن الدراسة في سن مبكرة.

2 – الحد من الاحتقان الاجتماعي وإيجاد الحلول الناجعة لفئات اجتماعية واعدة، خاصة ما يتعلق منها بالفئات الشابة المتعلمة ( نموذج طلبة الطب ).

3 – وضع استراتيجية تنموية مناسبة لتنشيط الاستثمار في مناطق معينة ( مع التركيز على المناطق الحدودية مثل مدينة الفنيدق) لتأهيل الشباب وتشغيلهم للحد من البطالة والهشاشة الاجتماعية.

و كمهنيين – ممثلين لشريحة واسعة من المجتمع – نؤكد على أن الحل لا يمر بالضرورة عبر البعد الأمني وحده، بل يجب على الحكومة وممثلي الدولة فتح أبواب الحوار والتواصل وحسن الإصغاء للتنظيمات المهنية وممثلي الساكنة والابتعاد عن سياسة التعالي، وانتهاج مبدإ الديمقراطية التشاركية لإشراك الجميع دون إقصاء أي جهة في جميع القرارات التي تمس حياتهم ومعاشهم اليومي. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى