كذبون العسكر بكل وقاحة: الجزائر ستصبح الأولى افريقيا في إنتاج الفوسفاط!

لا يمكن لنظام العسكر الجزائري أن يتحرك قيد أنملة دون محاولة تقليد المغرب ومحاكاته في ما يقوم به من انجازات ومشاريع في مختلف المجالات. إلا ان محاولات الكابرانات دائما ما تبوء بالفشل، لأنها لا تستند على تخطيط مدروس واستراتيجيات واقعية وعقلانية، إذ هي شبيهة بحكاية الغراب الذي أراد تقليد مشية الحمامة، فلا هو استطاع ذلك ولا تمكن من الحفاظ على مشيته…
آخر خرجات نظام الكابرانات العجزة، كانت من خلال تصريح غبي لدميتهم المدنية تبون العسكر، الذي ادعى، كما هي عادته، أن الجزائر “ستصبح قريبا منتجا قويا للفوسفاط وستصبح في المركز الأول في إفريقيا، بل وحتى في العالم، حيث تضمن احتلال المركز الثاني أو الثالث على الأقل”!
هكذا تكلم بينوكيو “القوة الضاربة”، الذي صار الكذب بالنسبة إليه رياضة يومية مفضلة، أمام رجال الاعمال في دولة قمعستان لتشجيعهم على البدء في تنويع الاستثمارات الآن قبل نفاذ احتياطيات الوقود الأحفوري، الذي يعتبر المورد الوحيد الذي تعتمد عليه الجزائر حاليا، بشكل كبير للغاية.
هرطقات تبون، الذي يتنفس الكذب يوميا عوض الاوكسجين، لا تحتاج إلى إمعان النظر لكي يكتشف المرء أن الأمر يتعلق برغبة مرضية في تقليد المغرب، بل محاولة اخرى فاشلة لإزاحته في واقعهم الوهمي، من الريادة الإفريقية والعالمية في مجال إنتاج وتسويق الفوسفاط ومشتقاته …
وليس من باب الصدف أن يؤكد تبون العسكر أن الجزائر ستكون المنتج الأول للفوسفاط في إفريقيا والثاني أو الثالث عالميا، لأن هذه الرتب القارية والعالمية، ليست سوى تلك التي يحتلها حاليا المغرب، المنتج الثاني في العالم والرائد التاريخي المتواجد بقوة في الأسواق العالمية، حيث يمتلك 40% تقريبا من حصة السوق، من حيث صادرات الفوسفاط ومشتقاته…
والحقيقة ان نظام العسكر وقناعه المدني، فاتهم ما قيل حول القناعة إذ أن من لا يرضى بالقليل، لن يرضى بشيء أبدا. ثم أن من لا يحسن تدبير الكثير من المال لن يستطيع ذلك بقليل من المال، إذ ان نظام العسكر امضى عقودا طويلة في نهب وسرقة وتبذير ريع النفط والغاز، دون أن يحقق ولو نزر قليل من متطلبات وتطلعات الشعب الجزائري وتحسين وضعه الاجتماعي والاقتصادي وضمان قليل من القوت اليومي لمواطنين همهم الوحيد هو الاصطفاف في طوابير طويلة للحصول على ابسط مقومات العيش الكريم.
إن اموال الفوسفاط التي يرغب تبون العسكر في منافسة المغرب عليها قاريا ودوليا، لا يمكن مقارنتها بريع النفط والغاز التي لم يحسن الكابرانات استغلالها كباقي الشعوب التي انعم عليها الله بهذه الثروات، والتي تجاوزت الجزائر بسنين ضوئية على مستوى البنيات التحيتة والتقدم والرفاه الذي حققته لشعوبها، والأمثلة في ذلك كثيرة وما على الكابرانات إلا تقليدها ومجاراتها عوض الركوض وراء سراب اللحاق بالمغرب الذي قطع اشواطا كبيرة على درب التنمية والتطور، قد لا تسعف العقول البسيطة للجنرالات في فهم واستيعاب السبل والوسائل والجهد الذي بذلته المملكة لتحقيق ذلك.
ولتذكير الكابرانات فقط، فإن بلادهم(أو ضيعتهم لا فرق) لا تملك سوى 2 مليار طن من احتياطي صخور الفوسفاط، الذي لا يتجاوز محتواه الخام 10%، وهي نسبة بئيسة غير قادرة على منافسة المغرب، الذي يمتلك 50 مليار طن من احتياطي الفوسفاط من النوعية الجيدة جدا، مع محتوى خام يبلغ 30%…
لو كنا أمام بشر يفقهون لرددنا المقولة ” رحم الله امرءًا عرف قدر نفسه فلزمه، وعرف حده فوقف عنده، وعرف ما عنده فقنع به ولم ينازع الحق أهله، وحفظ المعروف فلا يغدر ولزم الصدق فلا يكذب وحفظ العهد فلا ينكث”، إلا أننا للأسف امام كائنات سوريالية أو لنقل مستحاثات لمخلوقات سادت في عصر من العصور ثم بادت وانقرضت، لكنها مصرة في حالتنا على إثارة الضجيج والفوضى ضدا على الواقع…