رياضة

فارس البوغاز و الحاجة إلى الدعم غير المحدود

الصادق بنعلال

– لم يكن صعود فريق الاتحاد الرياضي لطنجة (فرع كرة القدم) إلى القسم الوطني الأول مجرد انتقال نادي كروي من مجموعة إلى مجموعة أخرى تتنافس في “عالم الأضواء”، بل كان إضافة نوعية جوهرية في سياق التحول الكبير الذي عرفه المشهد الرياضي الوطني و الكروي على وجه الخصوص. إذ تعرف شباب المغرب الراهن على حيوية الإنجاز الرياضي من حيث العرض و الاحتفالية بالمقاييس الدولية، خارج مدينة الدار البيضاء. لكن و بعد تألق دام ثلاث سنوات، توج ممثل عروس الشمال بطلا أول مرة في تاريخه الكروي، بدأ التراجع واضحا في أدائه و نتائجه إلى أن وصلنا هذه السنة إلى محطة بالغة الخطورة تمثلت في إمكانية عودته مجددا إلى قسم “الظلمات” .. و في ظل انتشار وباء كورونا في بلدنا كما هو الشأن في باقي أقطار العالم، كان لا بد من إيقاف المنافسات الرياضية بشكل عام، و في الأثناء تعرض لاعبون كثر يمارسون في مختلف الأندية، منهم لاعبو فارس البوغاز إلى الإصابة بفيروس كورونا المستجد، ليعوا بعد ذلك أكثر قوة وإصرارا على تحدي المرض و مواجهة الفرق الأخرى بعزم و ثبات وثقة في البقاء في قسم الصفوة رغم صعوبة الوضع.

– و هكذا تمكن أشبال بيدرو بنعلي من تحقيق فوزين على التوالي و تمكنوا من تقديم عرض فني يستحق التنويه، مما أعاد الأمل إلى قلوب مشجعي النادي و رَسَمَ البسمةَ في شفاه الآلاف من مسانديه. لكن هذا لا يعني اجتياز منطقة الخطر و الانتقال إلى بر الأمان، مازالت أمام النادي مقابلات هامة جدا تستحق بذل مزيد من العطاء و العرق و الاجتهاد المتواصل. و معلوم أن له خمس لقاءات على أرضية ملعب ابن بطوطة الكبير و ثلاث مقابلات خارج القواعد، و المطلوب إبقاء الأقدام فوق الأرض، و التعامل مع كل مقابلة بهدوء و تركيز و شعور قوي بالمسؤولية. و بالمناسبة نشد على أيدي أعضاء المكتب المديري هذه المرة، الذين بذلوا جهدا كبيرا في توفير المناخ المناسب للاستعداد النفسي و التداريب الميدانية، خاصة في معسكر أكادير، و تخصيص حوافز مادية معتبرة للاعبين الذين يستحقون كل التقدير على الروح القتالية التي أبانوا عنها، كما نحيي الطاقم التقني و على رأسه السيد بنعلي الذي يعتبر من أبرز المدربين في البطولة الوطنية الحالية.

– و يقيني أن المقابلة القادمة التي ستجمع الاتحاد بنهضة بركان لن تكون سهلة بالمرة، و لولا الحجر الصحي لامتلأت مدرجات ملعب ابن بطوطة عن آخرها بالجماهير الغفيرة الوفية و المبدعة في مساندتها الاستثنائية. و في كل الأحوال أملنا كبير في أن يحافظ فارس البوغاز على مكانته ضمن الفرق الوطنية الكبرى، و أن يستفيد من أخطائه، ليعود مرة أخرى أكثر إشراقا و إقناعا و أداء !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى