ثقافة

الاحتفال السنوي بليلة النصف من شعبان و إفتتاح زاوية جديدة بمدينة وجدة

مراسلة 

تنظم الطريقة الصوفية العلوية المغربية احتفالها السنوي بليلة النصف من شعبان يوم السبت 14 شعبان 1440هـ الموافق لـ 20 أبريل 2019 م بعد صلاة المغرب، تحت شعار ” فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ” بحضور و إشراف شيخ الطريقة وممثلها العام بالمملكة الشريف سيدي سعيد ياسين. و يصادف احتفال هذه السنة مناسبة افتتاح زاوية جديدة للطريقة بمدينة وجدة الكائنة بطريق العونية، تجزئة ديار الشرق.

يعتبر العمل من أحد الركائز الأساسية للدين سواء من ناحية العبادات أو المعاملات بالإضافة إلى العقيدة الصحيحة؛ فعلى طول السنة يسعى العبد المؤمن إلى الاجتهاد و الحرص على التقرب إلى الله. و يختلف نوع العمل حسب الظروف و المكان و الزمان و لكن الهدف والمقصد واحد هو نيل رضى الله و رضى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم مع الحفاظ على الوسطية في كل شيء. و ليلة النصف من شعبان هي من المحطات التي يقيم فيها العبد أعماله و يحاسب نفسه و يحدد مكامن نقصانه من أجل الرقي بروحه في مقامات القرب من الله “فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا – الدخان الآية 4”.

وشاءت القدرة الإلهية على أن تكون ليلة رفع الأعمال العباد مرتبط بحدث تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى مسجد الحرام (“قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَام”- البقرة الآية 144). هذا يدل على عظمة هذه الليلة و على ضرورة أن تبنى هذه الأعمال كيفما كان نوعها على إفراد الوجهة لله دون غيره، و أن تكون خالصا له ” كَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ – البقرة الآية 144″.

و يتميز حفل هذه السنة بحدث افتتاح الزاوية الجديدة للطريقة الصوفية العلوية المغربية بمدينة وجدة التى كانت ثمرة مجهودات المقدم السيد الحاج امحمد الرشيد و إخوته الكرام و ستكون إن شاء الله مكانا لإقامة الصلوات الخمس و لقاءات لذكر الله و الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم و هي بذلك ستساهم في مجهودات الطريقة في الحفاظ على التراث الصوفي بالمنطقة (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ النور الآية 36).

و نغتنم هذه المناسبة التي تحييها الطريقة سنويا و بما تحمله من أنوار و نفحات و أسرار ربانية، لندعو الله سبحانه و تعالى أن يحفظ أمير المؤمنين و سبط الرسول الأمين مولانا جلالة الملك محمد السادس و ينصره نصرا عزيزا ، و يحفظه في ولي عهده و سائر الأسرة الكريمة ،و أن يجعل هذا البلد آمنا مطمئنا سخاءا رخاءا إنه سميع مجيب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى