أريدك .. لأنك موحدة ضدّ كثرة الأضداد و تجمعين بين الحي و الجماد
بقلم :عبدالقادر العفسي
الرسالة الثانية عشر
عزيزتي شمس النساء زهرة الشوك الفضي :
دعيني احدثك عن لحظة الكشف دونها كشف الصوفية ، اتركني أخبرك عن ما يجول و يسري في أغوار عقلي العميقة ، عن الحقيقية الثابتة في هذا الجزء من المكان البعيد الذي نحيطه بالحجب العديدة و الكثيفة كي نخفيه عن الذات و الكل ، لأنه عندما احببتك في لحظة خاطفة دون استئذان لوجه الحقيقة ذاتها مجردة من الهدف و الغرض لن تدركه ادراكك الحسي لأنه حب تذوب فيه كل المعاني .. فبالافتراض هذا ، أفترضك أنك حجاب الخفاء و نور التجلي أُصرّفُ من خلالك جمال الله في وجوده البديع ، لذالك فمند الوعي بالميلاد حتى الان ..! لم أجد أي سحابة تكتنفني ؛ هو نوم منعزل فقط يعزلني عن أقفال زمنية متقنة الترتيب و التركيب و تمرد ساقط على خطوط اليد تتوسد على ضفاف الذاكرة مشطورة بسياط في حقل مأسوي … لا زالت تطاردني بوحشية و تراقب حياتي البسيطة و أفكارها الجائعة التي تبحث عن شيء ما مختلف …
تسألين نفسك لما أخبرك بهذا ..؟
تسألين عن معنى هذه التزلجات التي تهمس بخفية و بطلاسم تتوحد في الاعماق بدلالات مشوشة و غير محددة ..؟
تسألين عن غموض الافكار و المشاعر و عن هذه الاقنعة في اللغة و الاشارات البعيدة ..؟
لا عليك : لو تعلمين ماذا أريد بهذا التجويف ..؟ لأكتبن لك بلعاب وردي على الفخذ كل عبارة من عبارات العاشق الثمل … أعرف أنك لا تشعرين بي لأني رصيف عقيم بالتالي لا أمتلك زعانف و أَقْبل بالتوبيخ و كلمات الملح .. لا أعرف هل هو قدر دون ما اريد ..!
ماذا ..! تحتاجين توضيحا أكثر .. توضيحا يمتطي الجموح بقبلات تحمل اللعنة .. لما لا ..؟
قبل ان افسر ما لا اجيد تفسيره و ازيل به الحجب ، لا تسأليني عن الساسة ، الوطن ، التناضل … فكما يصدرون لنا البؤس في أن نتقبل الواقع على أنه قدر لا مفر منه بصيغة الشغف ظاهريا و باطنها الهمجية و العنصرية و تعطيل الطاقات عبر الزيف و الغش ، فلا يجب التسأل كدالك عن منحدر عزرائيل لأنها نتيجة حتمية متوقعة ليست ببعيدة للمصدرين و المستوردين …!
أخبرتك أن لا تستفزي لا شعوري عن هذه المواضيع ، و لا تصدحي بصوتك لأني لست أمامك ، فحتى لو كنت أحب صوتك … فهذا لا يعني اني اتوهم و الاستفهام كذالك لا يعنيك .. فقط اريد أن أوضح لك : ماذا سيفعله اي آخر مما سأفعله أنا ؟ فما الشيء الذي يمتلكونه مما لا أمتلكه .. آه آه المادة ..؟ لكن اعلمي كما اخبرتك في رسائلي السابقة ضمنيا أن هذه ” المادة ” مجردة من الحياة قد يكون مجدا نوعا ما ، لكن لا أعرف من وضع هذه القوانين التي تقع ضمن المابعديات حتي اصبحت ناموسا من نواميس الطبيعة الثابتة و ميزانا للحياة بل الوجود بأكمله ..؟
ألا تستوعبين الامر أنه ليس للوجه حيرة معي و أنّ الروح حية غير متحجرة في المادة و الجسد ..! و لكي اغني تخيلك و احطم اللاعقلانية اليك حكاية قصصتها لك قبلا لكنها تظل اكثر طراوة و اغنى اخيلة و اوفر صورة و اقوى تعبيرا عن الواقع و الرموز و الاحلام : لا يعرفان بعضهما جيدا ، بينها خيط رفيع من المعرفة .. التقى بها عند حدود معينة و كانت سحابة الحرب تحلق فوق الجميع .. هو يمتلك الحب و هي تمتلك نوعا من المجد …افترضا انهما لم يشاهدا بعضهما البعض .. أردا معرفة الحقيقة لكي يتحررا .. حدث صراع .. ثم لم يعودا يشاهدا بعضهما البعض .. فكانت بعض منها فيه .. هي لا زالت تحتفظ بالمجد و هو لازال مسافر الى البلدان مع الحب دون مجد …! لا تقاطعيني رجاءا ..؟ ماذا تقولين ..! أني لم أجيب على سؤلك ..؟ حول ما أريده منك .. ؟
أعلم أنّ اللغة تحجب و أنّ أسلوب الحقيقة هو أسلوب الحقائق و ان بواعثي التعبيرية بها شيء من الشك دون شك ، إذن دعيني أخبرك بما يُقال فيما أريد منك و أتمنى ألا أخذل هذه المرة : أريد ما يوحد ضدّ كثرة الأضداد و يجمع بين الحي و الجماد ، أريد من لا يحضر إلاّ حين تغيب و من لا يثبت إلاّ حينما تنمحي و ما لا يظهر إلا حينما تختفي ، أريد أن أسترجع الماضي ممن خطفوه مني غصبا لأعيد صياغته بحسب ما أراه لكي أتحرر من العبئ الكائن في كياني ، أريد أجلُ ما يُسمى و تخفيه النور و اللغة أريد أن أستعير المستقبل من المستقبل لأتحرر و أجعله في يدي ليصبح الحاضر الذي اريده حاضرا لا تتغير دائرتها حيث تبقى ثابتة أولها نهايتها ..أي متوقعوجوده … أريدك لسبب نتيجة العلة..
لا تذهبي بعيدا .. انتظريني في رسالة أخرى