هكذا تم إخفاء “اختلالات” و “عيوب” مستشفى طنجة عن وزير الصحة؟
عكس التوقعات التي سادت وسط الرأي العام المحلي في طنجة، فإن زيارة وزير الصحة أنس الدكالي، إلى مستشفى محمد الخامس، أول أمس الثلاثاء، لم تكن مفاجئة، وإنما علم بها مسؤولو المديرية الجهوية والإقليمية لوزارة الصحة قبل يوم واحد، وهو ما دفع إدارة المستشفى إلى استنفار العاملين لتهييئ ظروف لائقة، تحسبا لقدوم المسؤول الحكومي الوصي على قطاع الصحة.
وأكدت مصادر طبية لـ ” اليوم24″، أن مسؤولي مستشفى محمد الخامس، علموا بزيارة وزير الصحة أنس الدكالي، مساء يوم الاثنين الماضي، وأجروا “روتوشات ترقيعية” لتغطية العيوب الفاضحة، وطمس معالم الاختلالات التي يغرق فيها هذا المرفق العمومي، والذي يعد أبرز أسباب الاحتجاجات الاجتماعية في عاصمة البوغاز، لدرجة أن مشاكله دفعت والي الجهة محمد اليعقوبي، إلى تعيين عون سلطة مقيم لإطلاعه على مختلف الأمور.
ورافق أنس الدكالي، وفد من مستشاريه، إضافة إلى المديرة الجهوية إكرام عفيفي، والمندوب الإقليمي بالنيابة، عبدو الداودي، والذي رفض الوزير تسليمه يوم الجمعة الماضية، مذكرة التعيين الرسمي، بسبب “الترقية المشبوهة”، بعد أن كان الوزير السابق الحسين الوردي، عزله من منصبه، ثم كان من بين المرافقين كذلك مدير مستشفى محمد الخامس، فؤاد قابيل.
وأضافت مصادر الموقع، أن المسؤول الحكومي قام بجولة ميدانية مطولة، لكنها لم تشمل جميع مرافق المستشفى الجهوي بطنجة، ومختلف مصالح هذه المنشأة الطبية، حيث لم يطلع على دفتر المواعيد، ولم يتفقد الحالة المزرية للمراحيض، ومطعم المستشفى، كما لم يعاين الكراسي المكسورة، في قاعة الانتظار المجاورة لقسم المستعجلات، حيث تم إخفاؤها من المستشفى.
وكشفت المصادر نفسها، أن وزير الصحة مكث أزيد ساعتين داخل قسم العمليات الجراحية، رفقة الطاقم الطبي وإداريي المستشفى، وعقد اجتماعا مغلقا مع الأطر الطبية، كما قام بجولة في قسم المستعجلات، وقسم جراحة طب الأطفال، كما تفقد الوضعية المهترئة للمعدات الطبية، مثل جهاز “السكانير”، “الراديو” و “التلفاز الضوئي”، وسأل عن افتقار المستشفى لتجهيزات أخرى ضرورية، حيث أخبره المدير بأن الإدارة أبرمت صفقات شراءها، وتنتظر التوصل بها.
ووفق نفس المصادر، فإن الدكالي عبر عن انزعاجه من حالة مرفقين أساسيين بمستشفى محمد الخامس، هما مصحة الولادة التي تعتبر كابوسا مخيفا للنساء الحوامل، بسبب شكاوى حول “سوء معاملة” بعض الممرضات، وتردي أسرتها وغرف العيادة، أما المرفق الثاني فيتعلق بقسم المستعجلات والذي يضيق بالوافدين عليه كل يوم، والذي تفاجأ الوزير بحجم الازدحام والاكتظاظ الذي تعرفه هذه المصلحة.
وأسرت مصادر الموقع، أن الوزير عاتب المدير الجهوي للصحة ومدير مستشفى محمد الخامس، على بطئ أشغال إنجاز منشآت طبية إضافية، تندرج في إطار مشروع توسعة مرافق المستشفى، معتبرا أن التأخر الحاصل “غير معقول”، خاصة وأن المقاولات الحاصلة على الصفقة تسلمت كافة اعتماداتها المالية.
وتبعا لذلك، شدد على ضرورة تسريع وتيرة إتمام الأشغال في غضون الشهور القادمة، ووعد بالبحث عن شركاء لأجل اقتناء التجهيزات الكافية للمستشفى، حتى يكون جاهزا لاستقبال طلبة كلية الطب والصيدلة، ابتداءا من الموسم الجامعي المقبل.