أخبار المدينة
طنجة.. ساكنة بوبانة تعتصم ضد “الريزو”

صباح طنجة – رشيد عبود
خاضت ساكنة حي بوبانة بطنجة، اليوم الأحد، اعتصاما مفتوحا ضدا على اعتزام إحدى شركات الاتصالات، تثبيت لاقط هوائي لتقوية تغطية شبكة الهاتف النقال “الريزو” فوق سطح أحد المنازل جوار مسجد الحي “الرحمان” .
إلى ذلك، فقد شهد موقع الاعتصام حضور السلطات المحلية للملحقة الإدارية 6 التابعة للدائرة الحضرية طنجة المدينة، والدائرة الأمنية 3 التابعة للمنطقة الأمنية الأولى طنجة المدينة، تحسبا لأي تطورات محتملة غير متوقعة، حيث طالب المعتصمون بتفكيك أجزاء اللاقط الهوائي التي ركبت من قبل تقنيي الشركة المعنية بعد منتصف ليلة أمس السبت صبيحة اليوم الأحد.
وكانت الساكنة المتضررة، قد تقدمت مؤازرة بجمعية الرحمان يوم الجمعة 17 نونبر الماضي، بشكاية مباشرة – حصلت “صباح طنجة” على نسخة منها – إلى كل من والي جهة طنجة تطوان الحسية “محمد اليعقوبي” ، وإلى قائد المنطقة، للتدخل العاجل بما يفرضه القانون والواجب، من أجل رفع الضرر عنهم بسبب شبكة الريزو.
وكانت الساكنة المتضررة، قد نظمت صبيحة الثلاثاء 28 نونبر الماضي، وقفة احتجاجية إنذارية بالموقع من أجل لفت انتباه أنظار الجهات المسؤولة للموضوع، بغية التعامل معه بالجدية والحزم المطلوبين، حفاظا على سلامة وصحة الساكنة المحيطة بسطح المنزل الذي سيتم تثبيت اللاقط الهوائي فوقه، منبهين في نفس السياق إلى الثأثيرات السلبية التي يمكن أن تلحق بالصحة العامة للساكنة، خصوصا الأطفال منهم وذوي الأمراض المزمنة (القلب،السرطان…)، جراء الذبذبات المغناطيسية القوية والمجهولة التركيب والماهية التي تصدر عن هذا الجهاز الجهنمي، مشيرين في ذات السياق إلى أن هذه الهوائيات، على اختلاف أنواعها والخدمات التي تقدمها، فإن لها تأثيرات مباشرة وخطيرة على صحة الإنسان، على الأمدين القريب والبعيد، علما أن منظمة الصحة العالمية وضعت عدة شروط لتثبيت الهوائيات في مقدمتها ألا يكون البرج يتوسط التجمعات السكنية أو بالقرب من المدارس والمستشفيات.
هذا، وتناشد الساكنة والي الجهة، بإيقاف تثبيت هذا اللاقط الهوائي بحيهم رحمة بهم وبأطفالهم وشيوخهم، وحرصا كذلك على ما يقره القانون في هذا الباب، والذي يكفل للمواطنين العيش في بيئة صحية سليمة وملائمة بعيدة عن كل الأخطار، معبرين فيها عن قلقهم الشديد بسبب الأضرار الصحية التي يمكن أن تلحق بهم، جراء الشروع في بناء لاقط هوائي وسط الحي دون ترخيص مسبق من قبل الجهات المختصة.
تجدر الإشارة أن هاته اللواقط الخارجة عن نطاق السيطرة والمراقبة التي أصبحت تجتاح أسطح البنايات السكانية بمدينة طنجة، يبدو أنها لا تخضع لأية ضوابط قانونية بسبب الفراغ التشريعي في هذا الباب، نظرا إلى حداثة هذه التقنيات التكنولوجية وغياب التشريعات الواضحة التي تنظمها، وهو ما يتطلب تقنين العملية وضبط الإجراءات الفنية الواجب اتخاذها عند تركيز هذه الأجهزة أخذا بعين الاعتبار رأي المواطنين والمجتمع المدني، حفاظا على البيئة من التلوث المغناطيسي من جهة، وسلامتهم الصحية من جهة أخرى، كما يجب تنوير الرأي العام، ومساعدة المشرع من أجل تطوير الترسانة القانونية المتعلقة بشروط الترخيص ،وأمكنة وضع اللواقط الهوائية للهاتف النقال دون الإضرار بالمصالح الحيوية للساكنة.