قال عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم(اخوان) في الجزائر إنه التقى مع رئيس الوزراء عبد المالك سلال، وأن الأخير أبلغه أنه مكلف من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بأن يعرض عليه وعلى حركته المشاركة في الحكومة المقبلة.
وأضاف في تصريح صحفي أن اللقاء تم مع رئيس الوزراء بشكل رسمي، وأن الهدف كان نقل عرض من الرئيس بوتفليقة بخصوص مشاركة الحركة في الحكومة المقبلة، التي يريدها الرئيس أكثر اتساعا من الحالية، باشراك اكبر عدد من الأحزاب السياسية، خاصة في ظل عدم حصول أي حزب من الأحزاب المشاركة في الانتخابات البرلمانية الاخيرة على الأغلبية في البرلمان الجديد. وأشار مقري الى أن الحركة التي يرأسها تتجاذبها ثلاثة تيارات، الاول تشكله شخصيات انتهازية لا هم لها سوى التحالف مع السلطة مهما كان الثمن، وتيار ثان راديكالي ينادي أنصاره بالقطيعة مع السلطة والانسحاب من البرلمان بسبب التزوير الذي وقع في الانتخابات الاخيرة، وتيار ثالث أكثر هدوءاً يتمثل في مجلس شورى الحركة، الذي يعتبر اعلى هيئة ما بين مؤتمرين، مشددا على أن القرار الأخير بشأن عرض الرئيس بوتفليقة سيتخذ من قبل مجلس الشورى.
ويأتي هذا العرض ليخلط أوراق حركة مجتمع السلم، هذا الحزب الاسلامي الذي كان دائما قريبا من السلطة، ومشاركا في العشرات من الحكومات من تسعينيات القرن الماضي وحتى 2012، قرر الخروج الى المعارضة مدفوعا برياح الربيع العربي، وبتقوي تيار المعارضة التي كان يمثلها عبد الرزاق مقري، مقابل تيار المشاركة الممثل في رئيس الحركة السابق ابو جرة سلطاني ورئيس مجلس الشورى السابق عبد الرحمن سعيدي.
ومع مرور السنوات انقلبت الآية، اذ اصبح تيار المشاركة هو الأكثر قوة، خاصة وأن كثيرين داخل الحركة اكتشفوا أن خيار المعارضة جعلها تخسر الكثير، كما ان الامور استقرت للنظام، فيما بدت الافاق مغلقة بالنسبة للمعارضة.
وتزايـدت الصراعـات بين مـقري وسلطانـي فـي الفتـرة الأخيرة، فرئيس الحركة يدفع صراحة نحو العودة الى الحكومة تمهيدا لعودته هو اما للوزارة أو لرئاسة الحركة، ومقري ضاق ذرعا بتصريحاته التي يطلقها باسم الحزب، ووصل الأمر حد وصفه بـ«الكذاب» وبأنه «عبد هواه»، وهي المرة الأولى التي تصل فيها الامور بين الرجلين الى هذا المستوى.
العرض الذي وجهته الرئاسة الى الحركة التي يقودها مقري يضعها في ورطة حقيقية، فإذا وافقت القيادة على المشاركة ستغضب التيار الذي يصفه مقري بالراديكالي، واذا رفضت تغضب أنصار المشاركة، خاصة وأن نتائج الحركة في الانتخابات الماضية ليست كبيرة، فهي لم تحصل سوى على 33 مقعداً من أصل 462، واستمرارها في المعارضة لا يجعل أمامها خيارات كثيرة، خاصة وأنها ظلت تمني نفسها بالوصول الى الحكم مرة في 2012 ومرة في 2017، من دون ان يتحقق ذلك.