قضت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بالأحداث بمحكمة الاستئناف ، أخيرا، بحكم مثير ضد تلميذ يقل عمره عن 18 سنة، بتهمتي الضرب والجرح المفضيين إلى الموت في حق حدث آخر، وحسب جريدة الصباح التي أوردت الخبر ،فقد أصدرت محكمة الإستئناف بالرباط في حق الموقوف الذي كان يوجد رهن مركز التهذيب والإصلاح بإدانته مع الإعفاء من العقوبة، دون تحديد مدة الحكم القضائي، وهو ما اعتبره متتبعون حكما قضائيا «جريئا» من قبل هيأة المحكمة، وبعدما نطقت المحكمة غادر التلميذ أسوار المركب السجني «الزاكي» بسلا، وعاد إلى حجرة الدرس، إذ اعتبرت المحكمة أنه كان في حالة دفاع شرعي عن النفس، بعدما اعتـرض سبيله الهالـك بمنطقـة العيايدة بسلا.
وفي تفــاصيل القضية كما أوردتها الصباح ، كان التلميذ عائدا إلى بيته، واعترضه قاصر محاولا الاعتداء عليه بعصا، وبعدها لاذ التلميذ بالفرار، قبل أن يقوم الهالك، بسلك طريق آخر بمحيط المؤسسة التعليمية للاعتداء عليه بالمجال الترابي الخاضع للعيايدة، وبعدها نزع السلاح الأبيض من المجنى عليه، وضربه به، دون أن يعرف أنه سيتسبب في قتله، وواصل عملية الفرار، وبعد ساعات تلقى التلميذ أن خصمه لفظ أنفاسه متأثرا بجروحه.
وسارعت عناصر الضابطة القضائية إلى إيقاف التلميذ ووضعته رهن الحراسة النظرية، في الوقت الذي نقل فيه الضحية إلى المركز الاستشفائي الإقليمي مولاي عبد اله بسلا، لتلقي الإسعافات وبسبب حدوث نزيف دموي له، نقل على وجه السرعة إلى المستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط، ولفظ أنفاسه الأخيرة، وأمرت النيابة العامة بإيداعه مستودع الأموات وإجراء تشريح طبي عليه للتأكد من الأسباب الحقيقية وراء الوفاة، وأظهرت النتائج أن الموقوف تلقى ضربة قاتلة على رأسه سببت له النزيف والوفاة، واستدعت الضابطة القضائية شهود عيان أفادوا أن الهالك اعترض سبيل التلميذ بمحيط المؤسسة التعليمية ولاذ بالفرار، وبعدها طارده الضحية للانتقام منه دون معرفة الأسباب، ليقوم المتهم بنزع العصا والدفاع بها عن نفسه من الهجوم.
وأحيل الموقوف في حالة اعتقال على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، الذي استنطقه في التهمة المنسوبة إليه، واعترف أنه فعلا ضرب الهالك بالعصا قصد الدفاع عن النفس، وأحيل على القاضي المكلف بقضايا الأحداث الذي أمر بإيداعه مركز التهذيب والإصلاح، وأثناء مثول الحدث أمام قضاة غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بالأحداث، ظل دفاعه متشبثا بأن موكله كان في حالة دفاع عن النفس أثناء اعتراض سبيله من قبل الضحية، الذي تعقبه بمحيط المؤسسة التعليمية، ما دفعه إلى مواجهته، ونزع العصا من يده، والدفاع بها عن نفسه دون أن يعلم بأن الأمر سيتطور إلى جناية الضرب والجرح المؤديين إلى الموت دون نية إحداثه
