الساسة قادوا الحسيمة إلى الضياع وبنوا مصالحهم المادية و المعنوية على حساب الساكنة ، وجيمع الأحزاب السياسية في هذه المدينة لم تقدم إليها سوى الشفاوي، جل زعماء الحسيمة يعيشون خارجها سوء في طنجة أو الرباط أو البيضاء أو خارج التراب الوطني ، أي أن ارتباطهم اليومي بالمواطنين منعدم و التواصل معهم يبقى مناسباتي ولا يحضر سوى وقت الإنتخابات .
وحتى جمعيات المجتمع بالمدني بالمدينة “باعت الماتش” وتم اختراقها من قبل لوبيات الفساد وتجار المناسبات و أصبحت لعبة في يدهم لقضاء حوائجهم ، وهكذا أصبحت الحسيمة يتيمة وفي يد الذئاب ينهشون أعراضها تحت ذريعة الدفاع عن التنمية ، ومحاربة القنب الهندي وغيرها من الشعارات الجوفاء التي تخرج من صالونات طنجة و الرباط و البيضاء ، ويرددها تجار المجتمع المدني و المغرر بهم في شوارع المدينة .
أم الحاجة و الحرامان و الفقر لا يعيشه الوسط الحضري لمدينة الحسيمة ، بل يوجد في المدار القروي ، هناك مواطنون يعيشون في الجبال تحت وطأة قسوة الطبيعية و غياب شروط الحياة ، و انعدام أي مظاهر التنمية ، القنب الهندي أو “الكيف “وحده الذي يؤمن لهم حاجيات العيش ولولاه لمات سكان بوادي الحسيمة جوعا ، بالرغم من كون المستفيد الأول منه هم الأباطرة وبارونات السياسية و مجموعة من الوجوه المعلومة .
السكان و عمالة الحسيمة في حاجة إلى المعقول و إلى الفعل في العمل وليس القول، وهذا لن يتحقق إلا بإبعاد الساسة و السياسية عن أوهام التنمية ، لأن التاريخ كشف أن الساسة همهم الوحيد هو تجويع المواطن ليبقى ” تابعا” لهم.