هي مجموعة من التحالفات وشبكات العلاقات الممتدة داخل جسد الوطن أفقياً ورأسياً بدون شكل او تنظيم محدد وملموس، وهي تشمل أعضاء برلمان وسياسيين ورجال أعمال ورجال أمن وفنانين وإعلاميين ، وأي شخص يملك نفوذ مادي أو معنوي ، و هناك من يراها شبكة مصالح متشابكة ومترابطة لا يعرف افرادها بعضهم بعضا لكنهم يعملون لهدف مشترك وهو الدفاع عن مصالحهم وامتيازاتهم خارج اطار القانون و المجتمع والدولة، بمعنى آخر دولة داخل الدولة او دولة فوق الدولة.طبقاً لما سبق فإن الدولة العميقة لها 6 محاور أو أذرع أساسية:
1 الذراع السياسي
2 الذراع المالي
3 الذراع التشريعي
4 الذراع القضائي
5 الذراع الاعلامي
6 الذراع التنفيذي او الأمني
كل ذراع من هذه الأذرع يتحرك في اتجاه معين ولكنه في النهاية يصب في مصلحة الدولة العميقة بشكل او بآخر، الملاحظ ان جميع هذه الأذرع تتحرك بتناغم شديد يدل على وجود رأس او تنظيم معين يحكمها جميعا حتى لا تتضارب المصالح.
نشأة الدولة العميقة
يمكن تتبع تاريخ الدولة العميقة في تركيا كمثال لأنها مصدر كلمة الدولة العميقة derin devlet وهو مصطلح تركي شائع يصف ما تم ذكره في التعريفات السابقة ويرمز لها في السياسة التركية بالذئب الأغبر المعبر عن القومية التركية كما تقول الأساطير التركية، و يرجع بعض المؤرخين السياسيين الأتراك الدولة العميقة إلى اللجنة السرية التي أنشأها السلطان سليم الثالث 1761-1808 لحمايته بعد محاولت إغتياله وهو عائد من حربه مع روسيا والنمسا الجدير بالذكر هنا ان الصدر الأعظم لم يكن يعلم بوجود هذه الجمعية.
بعض المؤرخين كذلك يرجع وجودها إلى تاريخ اقرب من هذا ويدعون ان بداية تكون الدولة العميقة كان مع جمعية الاتحاد والترقي التي كانت تعمل على إلغاء السلطنة وإنشاء الجمهورية، انا أرى ان الدولة العميقة اقدم من هذا كله أرى انها ترجع للعصر المملوكي بل ربما قبله بداية من عصر الأيوبيين الذي شهد سيطرة العنصر التركي والشركسي على الجيوش الأيوبية ومما استتبعه من تركز رؤوس الأموال والإقطاعات الواسعة بأيدي امراء المماليك وقادتهم .