أخبار وطنية

إعداد «الكسكس» بيدي جثة مستخرجة من القبر

محمد العشيري

عاشت مقبرة لدفن أموات المسلمين  حالة استنفار،  بعد أن ضبطت عناصر الدرك الملكي بالهراويين بمدينة الدار البيضاء ، امرأة رفقة حفار قبور، متلبسين بإخراج جثة حديثة الدفن من القبر واستغلال يديها في إعداد «الكسكس»، وحاولت المرأة (60 سنة) وحفار القبور الفرار من الدرك، بعد افتضاح أمرهما، إلا أن حراس الأمن الخاص بالمقبرة، وبمساعدة متسولين و»فقهاء»، طاردوهما وتمكنوا من محاصرتهما، قبل تسليمهما إلى عناصر الدرك الملكي.

وكشفت جريدة الصباح ، أن عناصر الدرك الملكي عاينت الجثة خارج القبر، والتقطت صورا لها، إضافة إلى إناء به كمية  مهمة من «الكسكس» وطلاسم، قبل أن تشعر النيابة العامة بالواقعة، فأمرت بالإشراف على إرجاع الجثة إلى القبر،  وأحالت عناصر الدرك المتهمين  على وكيل الملك بالمحكمة الزجرية عين السبع، بجنحة الشعوذة وانتهاك حرمة مقبرة وتدنيسها.

وجاء افتضاح أمر المتهمة، بعد أن قامت عناصر الدرك بحملة أمنية تشرف عليها فجر كل جمعة داخل المقبرة، استعدادا لاستقبالها عددا كبيرا من المواطنين لزيارة أقاربهم الموتى، وأثناء هذه الحملة،  أثارت انتباهها سلوكات مشبوهة تقوم بها امرأة رفقة شخص أمام قبر، فقصدت مكانهما على الفور، لتكون عناصرها أمام صدمة كبيرة، إذ وجدوا المتهمة وشريكها منهمكين بإعداد «الكسكس» بيدي جثة مستخرجة من القبر،  وأبرزت التحريات الأولية أن المتهمة، تقطن بمنطقة الهروايين القريبة من مقبرة «الغفران»، تعمل بائعة لحفاظات الأطفال، نسجت علاقة منذ مدة مع شريكها حفار القبور، فكانت تنتقل إلى المقبرة في الصباح الباكر كل جمعة، محملة بكمية كبيرة من «الكسكس»، فيرافقها إلى قبر دفن صاحبه حديثا، مستغلين شساعة المقبرة، فيعمل على نبش القبر واستخراج الجثة، وبعد انتهاء المتهمة من تهييء «الكسكس» بيد الميت، يعيد الجثة إلى قبرها دون أن يثيرا انتباه أحد، ويتلقى مقابل هذه العملية مبلغا ماليا مهما.

 

 

وأبرزت المصادر أن المتهمة اعترفت أنها تعيد بيع «الكسكس» للراغبات في استعماله في إطار الشعوذة، بمبالغ تتراوح ما بين 2000 درهم و5000، حسب الكمية المطلوبة، مشيرة إلى أن اختيارها الجمعة لتنفيذ جريمتها، يهدف إلى إبعاد الشبهة عنها، بحكم أنه يشهد اكتظاظا كبيرا للمواطنين لزيارة أقاربهم الموتى، وأنها توهم حراس المقبرة والمشرفين عليها أثناء حضورها الباكر أنها حلت لزيارة قريب لتفادي الازدحام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى