أخبار دولية

هكذا بدأت حكاية الإحتفال باليوم العالمي للمرأة

سعيد أيت بندريس

يأتي الإحتفال باليوم العالمي للمرأة  على إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام 1945م، وكان   بذلك  أول احتفال بيوم المرأة العالمي رغم أن بعض الباحثين يررجحوا  أن اليوم العالمي للمرأة كان على إثر بعض الإضرابات النسائية التي حدثت في الولايات المتحدة،  و جاء  يوم الثامن من مارس كعيد عالمي للنساء بعد سنوات طوال من الإنتظار ، و لم توافق  الأمم المتحدة على تبني هذه المناسبة إلا سنة 1977م عندما أصدرت المنظمة الدولية قرارًا يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة، فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس.

وتحول ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن ، وتقول الروايات التاريخية أنه في 1856 خرج آلاف  من النساء للإحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل بها،  ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات إلا أن المسيرة نجحت في دفع المسؤولين السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية،  وفي 8 مارس 1908 عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع نيويورك لكنهن حملن هذه المرة قطعا من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار ” خبز وورود”،  وطالبت المسيرة النسائية  هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق التصويت  وشكلت مُظاهرات الخبز والورود بداية تشكل حركة نسوية متحمسة داخل الولايات المتحدة خصوصا بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة والإنصاف وقد رفعن شعارات تطالب بالحقوق السياسية وعلى رأسها الحق في الانتخاب.

وبدأ الاحتفال بالثامن من مارس كيوم المرأة الأمريكية تخليدا لخروج مظاهرات نيويورك سنة 1909 وقد ساهمت النساء الأمريكيات في دفع الدول الأوربية إلى تخصيص الثامن من مارس كيوم للمرأة وقد تبنى اقتراح الوفد الأمريكي بتخصيص يوم واحد في السنة للاحتفال بالمرأة على الصعيد العالمي بعد نجاح التجربة داخل الولايات المتحدة،   في عام 1910 وفي مؤتمر كوبنهاجن للأممية الشيوعية تبلورت فكرة اليوم العالمي للمرأة تقديرا لحركة حقوق المراة.

وفي يوم 8مارس 1911 وكصدى لهذه المبادرة خلدت الحركات التقدمية أول ذكرى لليوم العالمي للمرأة والذي شهد تظاهرة قوامها مليون شخص من رجال ونساء تطالب بحق المرأة في العمل والتدريب المهني وإنهاء التفرقة في العمل، في فبراير 1913 – وكجزء من حركة السلام التي أخذت في الظهور عشية الحرب العالمية الأولى، احتفلت المرأة الروسية باليوم الدولي للمرأة لأول مرة، و في الثامن من مارس 1914 وفي الأماكن الأخرى من أوروبا نظمت المرأة تجمعات حاشدة للاحتجاج ضد الحرب أو للتعبير عن التضامن مــــــــــــع أخواتهن.

وفي الأحد الأخير من شهر فبراير عام 1917 نظمت المرأة الروسية اضرابا «الخبز والسلام» وذلك بعد ان تكبدت روسيا في الحرب خسارة مليوني جندي ومنحت الحكومة المؤقتة المرأة حقها في التصويت.

ومنذ تلك السنوات الأولى، أخذ اليوم الدولي للمرأة بعدا عالميا جديدا بالنسبة للمرأة في البلدان المتقدمة النمو والبلدان النامية عـــــــــــــــلى حد سواء،  وساعدت الحركة النسائية الدولية  التي عززتها أربعة مؤتمرات عالمية عقدتها الأمم المتحدة بشأن المرأة،   على جعل الإحتفال فرصة لحشد الجهود المتضافرة للمطالبة بحقوق المرأة ومشاركتها في العملية السياسية والاقتصادية.

وفي عام 1977، أصدرت المنظمة الدولية لحقوق الإنسان قراراً يدعو دول العالم إلى الاحتفال بعيد المرأة، في 8 مارس من كل سنة،  في عام 2000  أصبح يوم المرأة العالمي عطلة رسمية للنساء فقط في العديد من الدول مثل أفغانستان و أرمينيا و روسيا وبوركينا فاسو و الصين و كوبا وجورجيا و غينيا و إريتريا وكازاخستان و مدغشقر و منغوليا وأوغندا و أوكرانيا وطاجيكستان و فيتنام ،  وكان هناك بعض التقاليد مثل أن الرجال يقومون بتكريم أمهاتهم و زوجاتهم و صديقاتهم وزملائهم بالزهور أو الهدايا البسيطة .

وفي بعض البلاد أصبح اليوم العالمي للمرأة مثل عيد الأم حيث يعطي الأطفال الهدايا الصغيرة لأمهاتهم و جداتهم ، و  شهدت الألفية الجديدة تغيراً كبيراً في الأراء والمواقف والإتجاهات التي تؤمن بها المرأة حيث إنتشرت فكرة المساواة و التحرر  ،  و بدأت العديد من الشركات العالمية بتدعيم يوم المرأة العالمي مثل محرك البحث جوجل بتغير شعاره كل  يوم 8مارس للإحتفال بيوم المرأة العالمي،  كما هو حال هذا المحرك اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى