أخبار الجهة

عندما يحبك الله

يوسف بلحسن

في تلك الزاوية من غرفة بسيطة حيث يفترش أرضها المغطاة بزاربي و حضور  – ثلة من الأطفال، يحملون مصاحف بحجمهم ويجلسون القرفصاء في مواجهة إمامهم وهم يرددون ذاك الثلت أو الربع اليومي من وتر الحفظ …

في تلك الزاوية يجلس الرجل العجوز ؟ أمامه لوح خشبي، لوح الحفظ التقليدي عندنا وفيه مدون وثره من الحفظ،  “أصابعي لا تساعدنني على الكتابة لأن سنين عملي كصباغ قبل التقاعد فعلت فيهما فعلتها ،فيكتب لي غيري لأحفظ.”

ويا له من حفظ، ويا لها من بركة ،ويا له من خير يملأ كيان الفرد فيسمو به فوق السحاب ويرتقي به الى هناك، وما أدراك ما هناك، هناك “النظرة “وكفى بها …

الشيخ العباد ذي 76 سنة، مر ذات يوم أمام جمعية الامام نافع لتحفيظ القرءان بسلا فدخل ولم يخرج، دخل بحلم وبقي بحب، دخل خاوي الوفاض كمثلي وغيري كثير، وبقي هناك ثلاثا حتى أكمل ستينا ، ستون حزب من ” ذاك” الذي نزل من أعلى السماوات ،من الكتاب الازلي المحفوظ بحفظ الله… أستحي من اكمال النظرة في وجه الشيخ السبعيني ،يجلس أغلبنا لساعات وسنين ،ويمر العمر سريعا بين هرطقات ولعب ونهل من علوم دنيوية متعددة ، ونعجز ان نخصص قلة من وقتنا للحفظ ؛ما أردلنا وأحقرنا …!!! في ملحقة اخرى للجمعية” بالكمونية ” يرتفع مقر آخر ،أجمل بناء ومبنى .

لله در ذاك المؤسس “ادكوج”يقضي العمر في البحث عن منافد يلج عبرها عبير القرءان و علومه ، يتحدث بنكهة غمارية فيها بسطة وحب وشدة ، اتفرس فيه لهنيهة لأعرف انه بقدر ليونته شديد وصارم وانه بمثابة الأب الأكبر وانه يحمل مع أعضاء واساتذة ومربيي هذه الجمعية الرائدة هما ثقيلا .

هم اخروي كله الم ومشقة وتعب لاينقضي ، فروع للتعليم هنا وهناك ومصاريف تتكاثر هنا وهناك والله كريم …. من أين انت؟ من سلا .وانت ؟من شفشاون، وانت ؟من الجديدة وانت من وزان وذاك من تطوان مر من هنا قبل ان يلتحق بمؤسسات اخرى شرعية لاكمال تكوينه.

وكلهم،  لهم مصاريف وحقوق التدريس والاكل والنوم وربما اللباس ..وعلى الجمعية ان تخرج كل صباح للبحث عن اسس استمرار هذا الفيض .. “اقرأي يا ابنتي “يطلب الحاج منها …ترثل الفتاة التي تتابع دراستها وتأتي لتنهل من القرءان، ترثل بصوت والله يدمع …ويقول المؤسس “عندنا ما يقارب 900 فتاة وامراة تستفيد من الدرس” .

انتهى الكلام.

دائما اقول بلادي فيها من الخير ما يكفي الكرة الارضية ، ولا خوف عليها ، تجارب العمر علمتني ان قضاء الله هو الحقيقة الواحدة لذلك لم اعد كما كنت اتعصب لذاك الامر العقدي ، أتلقى الصفعات من خبثاء القوم الذين يسخرون من شرع الله ، اتلقها بسخرية وبدعوة صادقة بالهداية لي ولهم ،  واحدا اصبح عشقي اقوله واردده( لا يوجد افضل من ايمان العجائز .)

بعون الله سيصل غيظ من فيض الخير الى مدينتي .البارحة رأيت في اعين اهل فضل كانوا في زيارة لمؤسسة” النافع” ولعا وحبا ورغبة صادقة في انزال المشروع التعليمي الاصيل في مدينتنا ..

فعلى الله الاتكال .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى