عندما كان ” سعيد مانولو” يزرع الفرحة في المدرجات ويلهم الجماهير الطنجاوية بدقات طبله ، كان اتحاد طنجة يلعب في القسم الثاني بعدما تحول اسم الفريق من النهضة إلى –الإتحاد- ، حيث كان “سعيد” على رأس الجمهور الذهبي لطنجة الذي عاش فرحة الصعود إلى القسم الوطني الأول.
مرت سنوات وسعيد يخطو على نهج المشجع الإسباني –مانولو- في طنجة وخارجها ، يترك سعيد وراءه أينما حل و ارتحل بصمته الفرجوية ويدع جمهور تلك المدن التي يزورها حائرا يتساءل عن هذا المخلوق الذي يدق الطبل بزي فريقه وبشكل غير عادي .
جمهور الرجاء، الوداد، الماص الجيش الملكي ، كان لاشيء أمام الجمهور الطنجي وعجز بالتالي عن مسايرة إيقاع جمهور طنجة ، لكن إعلامهم المتحيز كان ومازال ظالما في حق جماهير الإتحاد وقام بتقزيم عطاءات –مانولو- ورفاقه في فن التشجيع والذي كان في تلك الحقبة صناعة طنجاوية بإمتياز .
فضائيات” عريبان” لم تكن موجودة ساعتها ، وكنا نتابع البطولة الإسبانية عبر المذياع، فهو كان لنا بمثابة التلفزة التي نطل منها على الملاعب الإسبانية ، وفي مساء كل يوم أحد نعرج على المقاهي أو داخل البيوت لنتفرج على القناة الأولى أو الثانية للتلفزة الإسبانية التي كنا نلتقطها عبر الهوائيات و التي كانت تقدم ملخصا لمباريات نهاية الأسبوع عبر برنامج “استديو استاديو “، كان ذالك قبل ظهور “كنال سور “الأندلسية ” ، التي بظهورها أيضا زاد الحماس أكثر لــــــــــــــتتبع البطولة الإسبانية.
ارتباطنا بالبطولة الإسبانية ليس مرتبطا بالفضائيات الأجنبية او بالجزيرة الرياضية ، لأن جمهور طنجة عندما كان يموت من أجل البطولة الإسبانية كانت دولة قطر مازالت تحفر أبار البترول و كانت نكرة لا يعرفها أي أحد ، لتتحول بعد ذالك بفضل الذهب الأسود إلى قوة إعلامية بفضل عائدات النفط و الغاز، والتي اشترت من عائداته حقوق نقل الدوري الإسباني ، أي أننا في طنجة لسنا في حاجة إلى الجزيرة الرياضية أو إعلام “koli” ليعرفنا بالبطولة الإسبانية أو ينقل إلينا اخبارها.
“سعيد مانولو” كان قنوعا بما كتبه الله له ، لم ينل من حماسه في التشجيع أي شيء سوى عطف الجمهور الطنجي عليه ،وهو الأن يبيع “كلانطي ” في ساحة تافيلات ببني مكادة ، ومنخرط أيضا في جوقة “اكناوة” بتلك المنطقة.