السنة الماضية شاركت في قراءة كتاب الصديق سعيد العمراني حول احداث الريف 58و59(أحداث القمع والارهاب المخزني )قلت يومها :”يبدو أننا جئنا ل”نسبط”الحسن الثاني وحده ، وكان قصدي أو ردي على بعض المداخلات هو أننا لا نقرأ تاريخنا ولا نقرأ علومنا جيدا ونكتفي بما يصل إلينا دون تمحيص، وبالتالي نصدر احكاما ومواقف ناقصة وغير سليمة ..
وللاسف ان قمع بلدنا الريف، تم في تلك المرحلة بتزكية وتغطية وموافقة اغلب ان لم نقل كل القوى السياسية بمن فيهم المسمون شهداء اليسار ..والتاريخ لا يرحم .
هذا موضوع تناولناه ولكني اليوم أحببت ان أقيسه على ما يفعله بعض الاصدقاء من طعن وليس انتقاد لأسس الشريعة ولمقومات الدين الاسلامي ، إذ بين الفينة والأخرى “تخرج ” تغريدات (لأن الكتابة علم وما تلك بكتابة ) تصب في في تقويض وطعن قواعد محكمة مثل أقسام الارث والزواج والعدل الالهي… أو الضرب في رجال كبار كالصحابة ابوهريرة وغيره او قضم المراجع والمؤلفات الشرعية المعتمد عليها كالصحيحين للبخا ي ومسلم والاسانيد وووو …..
وبضربها تضرب ركائز مهمة من التشريع(الالباني وما ادراك ما اللالباني يساوي ببن النصوص الشرعية كلها ) طيب…هل التعرض لعلوم الشرع حرام او ممنوع؟ .
لا اعتقد لان النص الديني أصلا اعتمد على العقل لتأكيد أحقيته وزكاها بالنص (انا الان وبعد ان “شاب الرأس” واخدت حقي من النقد العقلي، أجد لذتي في النص فآخده بسعادة وأؤمن به مادمت لم أعد محتاجا لدليل حبي لحبيبي…وكل يغني ليلاه وليلاي اجملهن واكملهن … y cada uno es libre de amar lo que le gusta. En eso estamos de acuerdo واعتمد في ذلك على المقولة السالفة .
أفضل الاسلام إسلام العجائز واذكر دائما قصة العلامة الكبير الذي كان يتجول في السوق ومعه تلامذته .فداست عجوز على جلبابه دون ان تشعر .فانبرى من بين التلامذة انجبهم وقال للعجوز :(يا امرأة لقد آذيت رجلا لو أراد أن يثبت وجود الله لأثبته بألف دليل ودليل …..فنظرت العجوز اليهم وقالت لهم.:لو عرف الله حق معرفته، لما احتاج إلى دليل..) .
طيب…..هذه نظرتي في حبي ، وطبعا الاصدقاء غير ملزمين بها بل ربما البحث العقلي والعلمي اولى خاصة في زمن العلوم هذا ولكن مأخدي على اصدقائي هو جرأتهم على العلوم الشرعية دون ان يكلفوا انفسهم قراءة ابجدياتها.. ترى ما هي العلوم الشرعية التي اقامت صرح الحضارة الاسلامية؟وبها حكمنا العالم لقرون؟ ماذا نعرف عن علوم العقيدة الفقه والحديث والتفسير وعلوم القرءان بما فيها بحر القراءات السبع او العشر وياله من محيط وما اجمله (هل تعرفون هذا العلم مثلا بصدق) وهل سمعنا مثلا بابواب اصول الفقه الامر والنهي والعام والخاص والمطلق والمقيد والنسخ والمستفتي والمفتي وهل نعرف ان الاصل في الاشياء الاباحة والاصل في الامور الوجوب… ثم لاننسى ان علماءنا وبعد الترجمة نهلوا من الفلسفة اليونانية ووظفوها بشكل ولنا ابرز مثال في كتاب ابن رشد بداية المجتهد ونهاية المقتصد وغيره من علماء الاسلام الكثيررررر( على فكرة استغرب دائما لمن يحاول ان يخلع العقيدة عن فلاسفة الاسلام ويلبسهم ثوب التنكر للدين والتاريخ يثبت انهم انما اختلفوا مع مفكرين كلاميبن ولم يشككوا قطعا في اصول العقيدة).
وبالعودة لعلم الحديث ، هل خصص اصدقائي سنة فقط لدراسة هذا العلم الذي انفردت به امة الاسلام عن غيرها ؟ كيف نطعن في رجالاته بدون قراءة مستوفية لهذا العلم الضخم متنا وسندا وكيف التفريق بين علم الحديث رواية ودراية .ومنهجه في السند من حيت الاتصال (المرسل والمنقطع والمعضل والمدلس والمرسل والخفي والمعلق).ثم ننتقل الى معرفة الرواة ودرجة صدقهم، أي الجرح والتعديل وما يقتضيه من معرفة علوم الرواة التاريخية وعلوم أسماء الرواة. بعد ذلك يجد نفسه قد صحح حديثين قد يبدو أنهما متناقضين ومن هنا ينظر في المتن فيجد أن هذا التناقض وووووو اما من مختلف الحديث او الناسخ والمنسوخ..ثم ناتي لرجالات وكتاب ورواة الحديث فنطعن فيهم.هل كلفنا انفسنا قراءة سيرتهم؟ كيف اننا نقدس علماء اخرين في علوم مختلفة ونعتبر كتاباتهم قمة الفكر الانساني من مختلف الاعراق ونمنع هذا الامر وبدون تقديس لعلماء الاسلام ؟ كيف انهم يدرسوننا ان فلاسفة اليونان انتجوا فكرا كاملا ويقولون لنا لا تتقوا بما كتبه فلاسفة الاسلام وعلماءه؟ .
هل خصصنا بعض وقتنا للتمعن ودراسة علوم الامة الاسلامية وبعدها ننطلق في النقد .؟ وما يثيرني شخصيا هو تجرأ الاخرين من كتيبة الفايس (.ولا اقصد بهم من انتقد تحامله على اصول وعلوم ورجالات الشريعة ) المراهقون والمراهقات الذين يتجرؤون على الله علانية ويكتبون دما في العقيدة .ترى متى تفتقت عبقريتهم الالحادية؟ وهل قراءة كتب عصر الانوار الاوربية كافية لتبرير جرأتهم وتطاولهم على عقيدة امة عالمة قبلهم وقبل فلاسفة انوارهم المظلمة؟ بل الذي يثير اكثر هو انهم لا يعرفون عن فكر الالحاد (وهو فكر يناقش ولا ضيم مع علمائه الكبار)الا السب والقدف . ترى لماذا لا يخصصون هنيهات من وقتهم وهن لقراءة هذا الدين .لعلهم يخرجون لنا بفكر الحادي جديد مبني على اصول علمية اما ان يستمروا في السب الجاهل فلا اعتقد انهم سيؤثرون في شخص ما بل تظل دائرتهم مغلقة ومحدودة واكثرهم يتقاطع مع هذا التوجه حالما يصلون سن الرشد.. العقلي اقصد وبالعودة لسيدي عبد الكريم الخطابي .
كنت دائما اقول هل من يحملون صوره ويتباهون به مثلي درسوه وعرفوه جيدا وعرفوا فكره وايديولوجيته وما كان نمودجه في الحكم.؟ لا لم يفعلوا انما اكتفوا بصورة الثائر فقط اما فلسفته في الحكم ومرجعياته لو قرأوها لانكروها عليه .خاصة التقدميون منه.كما فعلوا مع احداث 58 المؤلمة فقد توقفوا عن طرف الحسن الثاني وهو مسؤول ولكنهم لم يدرسوا ولم يعرفوا ان سياسيي المغرب يومها من كل التيارات الرجعية والتقدمية ،زكوا كتابة او صمتا قمع الدولة لريفنا. هلموا يا اصدقائي للقراءة فهي سبيلنا للنهضة.