أرخى مفهوم “الدولة العميقة” ظلاله في الآونة الأخيرة على المشهد السياسي المغربي، بعد اتهامات كالها رئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران، لجهات سياسية نافذة بكونها “تتآمر وتشوش” عليه في المهام التي كلف بها.
ووجه حزب العدالة والتنمية ، اتهامات لـ”جهات سياسية ذات قوة ونفوذ في الدولة تعمل على التحكم والهيمنة على الحياة السياسية بالبلاد”، فيما ردت عليه المعارضة بمطالبته بالكشف عن حقيقة الدولة العميقة ، لكنه أجابهم برمي حجرة ثقيلة في بركة السياسة الراكدة في البلاد، عندما جدد انتقاداته الشديدة لما سماها “التماسيح” و”العفاريت”، والتي يرمز بها إلى مفهوم “الدولة العميقة” التي لا تفوّت فرصة للنيل منه ووضع العصا في عجلة سيره .
و يردد بنكيران دائما ، بأن “التماسيح” هي التي تحول دون استفادة المواطن من ثمار جهود الحكومة، من قبيل مليارات الدراهم التي تخصصها الدولة للسكن الاجتماعي، ولا تصل إلى الفئات الاجتماعية الفقيرة بالوجه المطلوب أو التي تجسد المثل الشعبي “اضربني و ابكى و اسبقني و اشكى”.
ويرى القيادي في حزب العدالة والتنمية ، عبد العزيز أفتاتي، في خرجاته الصحفية ، إن الدولة العميقة والموازية “تعمل ليلاً ونهاراً على التحكم في خيوط اللعبة السياسية للبلاد، في ما يشبه دمية ” الماريونيت” التي تتحرك من دون أن يظهر من يحركها حقيقة خلف الستار ، و أنها تحاول إرباك عمل بنكيران وإشغاله بمعارك جانبية، بدل الانكباب على قضايا الشعب من تنمية وتشغيل وصحة .
غير أن الخصوم السياسيين لبنكيران يرون ، أن حزب “العدالة والتنمية” يريد احتكار السلطة، على غرار حزب “الحرية والعدالة” في مصر، الجناح السياسي لـ”الاخوان المسلمين”، ما جعل البعض يحذر من محاولة حزب بنكيران “مصرنة” المغرب، في إشارة إلى العلاقة بين الحزبين المغربي والمصري.، وطالبوا بنكيران بالكشف عن أسماء “التماسيح” والعفاريت” التي يرددها ، حتى لا تصبح بزعمهم وسيلة ذكية منه للتهرب من الفشل.