على بعد أمتار من الملعب البلدي لمرشان ومقهى “حنفطا” تتواجد مقبرة تؤرخ للحقبة الرومانية على مدينة طنجة ، ورغم رمزيتها التاريخية التي تشكل جزء من هوية المدينة و حضارتها ، إلا أن السلطات الحكومية المعنية و المهتمة أهملت هذا الفضاء و تركته كوكر للنفايات يتغوط فيه كل من هب ودب.
ودلت الأبحاث التي قام بها بعض المهتمين بمجال الأنثروبولوجيا ، أن الحفريات التي القيام بها مابين 1910و 1960 تم فيها الكشف عن 98 قبرا ، 50 منها من الصخر الكلسكي علي شكل مستطيل وطوله 180 م وعرضه 60 سنتيم وعمقه 70 سنتمترا لـــــم يتبق منها حاليا إلا القليل
وقال أستاذ التاريخ بجامعة مدريد أنه تم العثور بهضبة مرشان المطلة على مضيق بوغاز جبل طارق، على أثار تعود الي الفترة البونية والبعض الاخر إلى الفترة الرومانية إبان القرن الاول الميلادي وخلال فترة الاحتلال الروماني لمنطقة طنجة.
و تم خلال الحقبة الرمانية تنظيف القبور وتفريغها من محتواها لتترك المكان لمدافن اخري تؤرخ للمرحلة النهائية لاستعمال هذه القبور في فترة الامبراطورية الرومانية السفلي ، أي مايعادل نهاية القرن الرابع الميلادي ـ426 ـ395 بعد الميلاد.
و عثر في هذا الموقع ايضا ، على أثار ذات طابع جنائزي يكتسي اهمية تراثية كبيرة ، إذ ان التابوت الوحيد المصنوع من الرصاص والذي عثر عليه داخل احد القبور كان يضم رفات طفل وعلي جرة جنائزية وعلي آنية زجاجية صغيرة محطمة واجزاء من تمثال صغير.
فعار على مدينة التاريخ و الحضارة و المال و الأعمال من حجم عاصمة جهة الشمال طنجة ، أن يدنس تاريخها ، ويقف فيها مسؤوليها عاجزين عن صيانة وحماية هويتها التاريخية و الحضارية ، كما تتحمل وزارة الثقافة المسؤولية لكونها لم تتعامل بجدية مع مدينة طنجة تاريخها أقدم من التاريخ .