بيت الغزاوي رحمه الله وحبابي “رحيمو “حفظها الله ، عنوان للاختلاف والتعدد الفكري والايديولوجي ،الوالد رحمه الله فقيه عقديا، رجل محافظ دينيا، تابع لحزب علال الفاسي سياسيا ،عانى بسبب ذلك مرات ،تقول أمي ان المخزن استنطق الوالد في حفل عقيقتي 1967 بتهمة التجمع غير المرخص،…..
يوما ما انشر وثائق الوالد رحمه الله ويالها من وثائق.!!!
الوالدة حفظها الله مزجت بيت الأصالة والمعاصرة ، ليس حزبيا أقصد، عاشت طفولتها وشبابها في طنجة العالمية وتمازجت ثقاليدها المغربية مع حداثة الاسبان والايطاليين وبعض الفرنسيين ولها يرحع الفضل الأول في ثقافتي الأجنبية وفي تعليمي الاسبانية(تنطقها أفضل مني ).
يوما ما سأكتب عن أمي .
لا زلت عاجزا عن ايجاد كلمات في حقها لذلك لا أكتب عنها…
أما أشقائي …..
فمحمد …….. رجل ثقافة وفكر قبل أن يصبح رجل سياسة ، اذكره دائما ملتهما للكتب والفكر ، له نظرة ثاقبة ، وعادة تحاليله تصيب ، لدا يحسن قراءة المستقبل ، لا يتحدث كثير ا، مثلي، لذلك لا يخطئ كثيرا مثلي ، في صغرنا لم يكن يتجادل كثيرا معنا ، له نظرة للحياة مغايرة ، عاش شبابه كعصره بكل تلاوينه ولخبطاته وشطحاته ..له فكر تحرري .
سمير ….. رجل عقل علمي كان متفوقا في دراسته وكانت له أحلام كبيرة ، كان يرفض الواقع وكان متحررا لذلك ثار عليه بالخطأ فنهج شعبا ملتوية لم توصله إلى بر الامان ، كان له فكر تحرري.
يوسف ….كان ضعيف البنية ، قليل الصداقات ،مرر له الوالد عبر الكتب وكنوز “الأمهات “التي كان ياتي بها من مكتبة تطوان _. وكان ذلك في بداية عمره الرجولي ، فأصبح إسلاميا حتى قبل ان يعرف رواده ومنظريه ، ثم تفتح عقله عبر سفرياته وقراءاته الأجنبية باللغات فاصبح حداثيا على منهج النبي ..له فكر تحرري نادية ..نادية نادية …من لم يرزق بأنثى في البيت فقد نصف الحياة ولو كان له ولد مجاهد.
نادية ……شابة مغربية وكفى ……بتقاليدها بمحافظتها بانفتحها على المجتمع تابعت دراستها وحصلت على شهادتها دون ان تجد عملا وبما أنها عفيفة النفس كفاضلات بلادي فلم ترض ان تعترض الموكب الملكي لتطلب”لاكريما” ، ولا ان تستعطف اصدقاء والدها في المناصب من أجل حق دستوري….
نادية لا اكتب عنها لأنني لن افيها حقها ،…هي كما هي وكفى .
علي .. .. تقول أمي انه عض أستاذته في الحضانة ، لم تكن تظهر عليه ميول القراءة كباقي العائلة ، رسم لنفسه عالما في بلاد اسبانيا مند ثلاثين سنة، ورث عن امه احتضان المحتاجين ، فاحتضن في بلاد الافرنج العشرات…..
اكتشفت بعد سنين ان له فكر تحرري و يحب القراءة الفكر وانه يلتهم الكتب …..
(الطبع يغلب التطبع) …. .
سعاد ……..احبت الدراسة فاجهدت نفسها وتعبت كثيرا لتكمل مشوارها العلمي الاقتصادي .
أجمل شيء فيها حريتها ومبادراتها..
تصمت وتصمت لمدة ثم اكتشف انها اتخدث قرارات غير منتظر ولكنها اتخدته بمحض ارادتها لذلك تعيش حياة غنية بالتجارب…
خدوج ………كانت عضوة في جماعة العدل والاحسان، وكانت بؤرة نشاط دعوي وشكلت فرقة للانشودة الاسلامية لها صدى وتوسع .
خدوج نمودج للفتاة التي كونت نفسها بنفسها وتعلمت القراءة والكتابة لوحدها ..لها فكر محافظ بيت المرحوم الغزاوي وحبابي رحيمو
عرف بيتنا غير الذين ذكرت كثير ..مر منه العشرات .. بل ربما المئات…
عاشوا فيهو تداووا فيه… وهم ما بين فقير ويتيم و هم بالنسبة لنا جزء من العائلة احتضنتهم امي :بالمأوى و المأكل (لا يزالون احياء للشهادة)..
لكل واحد منهم فكر مختلف ورغم ذلك عاشوا بهناء هنا …
بعضهم لا يزال يزور حبابي رحيمو……… واخرون شغلتهم الحياة …
في هذا البيت اختلفت النظرة للحياة ومعها فلسفة كل واحد منا .
كنا نتجادل ونتعارك انتصارا لافكارنا المتباينة ما بين متحرر كليا وجزئيا ومنغلق ومحافظ ..
الغزاوي رحمه الله لم يكن معنا ديكتاتورا رغم محافظته ، تركنا نتوسع كل حسب ميوله، رغم شدته أحيانا .
هذا الاختلاف شكل نواة ما أنا عليه .
انسان متحرر وفق المنهج الاسلامي .
يحترم الاختلافات ويدافع عن حق كل واحد في فكر حر …
اعرفتم الان لماذا كتبت دفاعا عن حق اللباس برقعا كان ام سروالا مقطعا.؟