أفاد عدد من سائقي التاكسيات الصغيرة بطنجة، في تصريحات لـجريدة، أن الحيف الذي أصبح يطالهم في مسألة “الريسيطا” (هامش الربح) من طرف مشغليهم أصبح لا يطاق.
وخلافا لكل أعراف التشغيل الوطنية والدولية، وعلى عكس المعمول به في جميع المشاريع التجارية المشابهة، التي يأخذ فيها العامل إما أجرا ثابتا أو نسبته من الربح، فإن سائقي التاكسيات بطنجة ملزمون بأن يسلموا بمشغليهم، أصحاب لاكَريما والسيارات، مبلغا محددا من المال صباحا ومساءً، يترواح بين 119 إلى 400 درهم، حسب توقيت وفصول السنة، وحسب نوعية المشغل وإنسانيته. يقول سائق تاكسي “البارحة – مثلا- لم أحقق سوى 150 درهما من عملي في فترة الصباح، بينما مشغلي يلزمني بتسليمه مبلغ 200 درهم، وعندما أخبرته بذلك لم يعبأ بي ونهرني قائلا (واش غانكملالك من جيبي؟ موت فيها.. مابغيتيشي كاين غيرك)، هل يريدني أن أسرق مثلا لأحضر له “الريسيطا التي يريد؟؟!”.
هذه المعاناة تفرز واقعا صعبا جدا لهؤلاء السائقين ينعكس على عاملاتهم اليومية مع الزبائن وطريقة سياقتهم لسياراتهم التي يسابقون بها الزمن من أجل تحضير “الريسيطا” أولا، ثم التفكير في تحقيق ربح لأنفسهم يكون في الغالب دريهمات معدودة. هذا، في الوقت الذي يلتزم فيه المسؤولون والجهات والنقابات ذات الصلة بهذا القطاع، صمتا مريبا لا يفهم منه سوى رضاهم عن هذا الوضع المجحف جدا والظالم لفئة تخدم المجتمع الطنجاوي بشكل يومي يكاد لا ينقطع.