ثقافة
الوهم هو الحالة الشاذة غير الطبيعية تغير من الحقائق وتشوهها،
محمد محمد
خلقت الحواس الخمسة لخدمة الإنسان، وهي المستقبلات التي يتكئ عليها هذا الكائن وغيره من الكائنات لمساعدته على التفاعل مع ما يحيط به من كائنات وجمادات، فيصبح بذلك قادراً على العيش بسلاسة والتفاعل.
ولما كانت هذه الحواس تستقبل المؤثرات المختلفة، فإن ما تستقبله يذهب مباشرة إلى الدماغ لمعالجة هذه المعلومات وإعادة صياغتها حتى تصبح معلومات مفهومة، وقد تكون هذه المعلومات عبارة عن أصوات أو مرئيات أو ملومسات أو مشمومات أو متذوقات.
الوضع الطبيعي أن يعالج الدماغ هذه المعلومات التي تستقبلها الحواس المختلفة، لإعطاء صورة حقيقية وصحيحة عن الواقع، تساعد الإنسان في معرفة إدراك ما يدور حوله بصورة صحيحة وبالتالي تصبح قرارته صحيحة ما لم تشب هذه القرارت بعض التحيزات.
و الوهم هو الحالة الشاذة غير الطبيعية، والتي تغير من الحقائق وتشوهها، وهي شاملة وعامة لجميع الحواس، وعند جميع البشر، وقد يتعدى الوهم الحواس الخمسة، ليصبح حالة نفسية، يذهب الإنسان عن طريقها إلى تخيل مواقف وأحداث غير موجودة في الواقع، مما يسبب له المشاكل والمصادمات مع محيطه ومن يتفاعل معهم من أشخاص، إذ تصبح الحياة صعبة إذا استفحلت الأوهام في عقول الناس، لأن الشك سيسيطر عليهم وبالتالي عدم الثقة بأحد من الأشخاص المحيطين.
تعتمد العديد من الوسائل الترفيهية على الوهم، مثل الخدع البصرية والتمثيليات الصامتة وغيرها، حيث أن ما يراه المشاهد وما يدركه يختلف عن الواقع، فيظن نفسه أن أما سحر أو حدث خارق للعادة، ومنه تتنوع أنواع الوهم بسبب اختلاف الحواس وبالتالي اختلاف طبيعة المعلومات المستقبلة والتي يعالجها الدماغ ويصححها فمن هذه الأنواع:
أولاً- الخداع البصري:
يعرف الخداع البصري بأنه رؤية الصور التي تخدع المشاهد وذلك عن طريق معالجة الدماغ لهذه الصور المستقبلة معالجة خاطئة تختلف عن الواقع.
وتنقسم الخدع البصرية إلى خدع بصرية تلقائية طبيعية لا تحتاج إلى مجهود لخلقها، وهناك الخدع البصرية المدروسة والتي تعتمد على دراسة معمقة من قبل المختصين لأدائها، تتمثل بالحيل البصرية والمستخدمة في الترفيه وإضفاء المتعة على المشاهد.
ثانياً- أوهام السمع:
هي الأوهام التي ترتبط بالمسموعات التي يسمعها الإنسان بحيث أن الأصوات التي تصل إلى عقله ويدركها تختلف اختلافاً جذرياً عن الأصوات على أرض الواقع.
ثالثاً- أوهام اللمس:
وهي أوهام تتعدد أنواعها وتختلف، فلا يوجد نوع واحد لهذا النوع من الأوهام.
رابعاً- أوهام الشم والتذوق:
وهي الأوهام التي تنتج بسبب تلف الأجزاء المسؤولة عن الشم والتذوق في جسم الإنسان وبالتالي يؤدي إلى خلل في المعلومات المعالجة القادمة من هذه الحواس.